مهارات التركيز وأهميتها في المراجعات الامتحانية

خلود حكمت شحادة
مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادات ودخولهم فترة الانقطاع الدراسي تواجههم مشكلات كثيرة تتعلق بدراستهم أهمها القدرة على التركيز وتشتت الأفكار وعدم معرفتهم بتنظيم الوقت، وفي هذا السياق سنركز على ضعف التركيز وأسبابه وطرق العلاج والوقاية من هذه الحالة لكونها من أهم خطوات الدراسة الناجحة للوصول إلى النجاح والتفوق.

ما هو التركيز
يُعرّف التركيز بأنه مهارة أساسية يحتاجها الفرد في حياته اليومية العملية والعلمية عن طريق تسليط وتثبيت أفكاره على موضوع أو مجال واحد فقط، وترك باقي المواضيع بمحض إرادته خصوصاً مع تطور المجتمعات وزيادة الطلب على معالجة المعلومات في عصرنا الحالي، حيث نحتاج إلى التركيز المستمر على المتغيرات التي تطرأ على الظروف البيئية لكل مجتمع للقيام بالمهام المترتبة على كل فرد من عمل أو دراسة، ونلاحظ في أغلب الأحيان ضعف التركيز عند بعض الأفراد وتزداد هذه الحالة بزيادة الضغوطات الحياتية، وتنتشر بين فئة الطلاب أثناء فترة التحضير للامتحانات بسبب الخوف والرهبة منها، ويعود السبب في عدم التركيز غالباً على حسب رأي بعض الأطباء إلى نقص نوع من الفيتامينات خاصة B12 الذي يتسبّب نقصه في جسم الإنسان إلى مشاكل في الذاكرة وتراكم بعض السموم في جسم الإنسان، والتي من شأنها أن تُؤثر على التركيز وتُضعِفُه مثل المعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص وتناول بعض الأطعمة التي تتسبّب بحساسية من جرّاء أكلها.
وأيضاً تدنّي نسبة حمض الفوليك في جسم الإنسان إضافة إلى عدم الالتزام بنظام تناول وجبات الطعام، وبالتالي هبوط نسبة السكر في الدم واستيلاء أحلام اليقظة على مساحة كبيرة من تفكير الفرد.
علاج عدم التركيز
يمكن السيطرة على انعدام التركيز أو تشتُّته بطرق متعددة أهمها: تحديد السبب وراء قلة التّركيز والكثير منّا تلازمه عادات لا يعلم مدى تأثيرها على حياته اليومية، فالبعض يشعر بعدم التّركيز نتيجة الضجيج، وحينها يُمكن حلّ المشكلة بوضع سمّاعات للرأس، وهناك من اعتاد السهر لساعة متأخرة وهذا ما يؤثر على اليقظة والانتباه والقدرة على حفظ المعلومات وفهمها، وكذلك القدرة على الحكم بدقة على الأمور نتيجة قلة التركيز لذلك يجب التقليل من السهر واستبدال هذه العادة بالنوم الجيّد لما له من أهمية في تحسين التّركيز والانتباه وقدرات التّعلم إضافة إلى القدرات الجسديّة وتحسين الحالة المزاجية ما يُساهم في الحصول على صحة أفضل.
ولاننسى أهمية ممارسة الرياضة لأبنائنا حيث يزداد تركيز الإنسان وانتباهه مع ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، ولا يجب أن يمارس الإنسان نشاطاً رياضياً مكثفاً وقاسياً لتحقيق ذلك، وقد توصّل الباحثون إلى أنّ ممارسة الرياضة تزيد من تقوية الذّاكرة والتّركيز.
وللوقوف على أسباب ضعف التركيز وكيفية العلاج والسيطرة على من يعاني منه حدثتنا الدكتورة هلا عبد اللطيف البقاعي من كلية التربية عن دور الثقافة البيئية فإذا كان اهتمام الأم أو الأب موجهاً نحو مجال معين بشكل تلقائي سيهتم الطفل فيه كونه تلقائي ويتأثر بالمحيط بشكل كبير، فمثلاً عندما نطلب من الطفل شيئاً خارج اهتماماته لن تكون نسبة التركيز فيه كما هي في موضوع من ضمن اهتماماته، فالأهل يعتبرون موضوع الدراسة والتعلم أهم شيء في حياة أبنائهم، وغالباً ما يشكون قلة تركيز أبنائهم في هذا الموضوع، بينما نجدهم يركزون في مواقع التواصل الاجتماعي والأغاني ومواقع الإنترنت ولكنهم يعجزون عن أداء امتحاناتهم بشكل جيد، والمشكلة هنا عند الأهل أن ما يرونه مناسباً ومهماً لولدهم هو لا يراه كذلك، ويعدّ أشياء أخرى أهم بكثير نتيجة الثقافة البيئية أو ثقافة أقرانه في المدرسة والشارع والحي..الخ لذلك يتطلب منهم التنبه والمراقبة وتوجيه التركيز عند الأبناء بطرق سلسة بعيداً عن المشاحنات والمقارنات لأن لكل فرد شخصيته المستقلة.
نوعية الغذاء
وأضافت البقاعي: لا يمكن إنكار دور نوعية الغذاء والفيتامينات الضرورية وزيارة طبيب مختص لعلاج تلك المشكلة، ولكن علينا ألا ننسى أهمية وجود الدافع الداخلي لدى الفرد وكيفية توجيه تركيزه وأكدت على ضرورة تكامل الأطراف مع بعضها لنصل إلى نتيجة مهمة ولا سيما أن كل فرد لديه نظرة وتوجه وهدف في المستقبل يعمل على تحقيقه لذلك علينا ألا نحدد أهداف أبنائنا بل نوجههم إلى الطريق الصحيح وندعمهم ونوضح لهم أهمية التركيز في شيء ما وإعطائه الأولوية والحيز الأكبر من التفكير للوصول إلى الهدف.
وعن طرق التعلم وعلاقتها بالتركيز تحدثت البقاعي عن أنماط المتعلمين فهناك من يحفظ عن طريق الكتابة، وآخر عن طريق السمع وغيرها من الأمثلة، وتقسم الأنماط إلى متعلم سمعي – متعلم بصري – متعلم حركي- متعلم لمسي، وكل لديه مهارة وقدرة على حفظ المعلومة بطريقة مختلفة وعلى الأهل ملاحظة هذه الأنماط، وأي منها يراها عند أبنائه ليستطيع بعدها توجيه تركيزهم بالطريقة الأفضل للوصول إلى نتائج أفضل بدل إضاعة الوقت ومقارنة الأقران ببعضهم فلكل طريقته في التركيز

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص