الثورة – ميساء الجردي:
أقام المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية والجامعة الافتراضية السورية والجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب اليوم حفل تكريم للفائزين في مسابقة رواد المحتوى الرقمي العربي ضمن مساراتها الثلاثة والبالغ عددهم 11 مشروعاً في مركز التعليم المستمر للجامعة الافتراضية بعد اختيار المشاريع الفائزة.
وانطلاقاً من هدف المسابقة في اكتشاف المواهب الكامنة في صناعة محتوى مرئي أو مسموع أو في صناعي تطبيقات داعمة لنشر المحتوى الرقمي قدمت إدارة المسابقة جوائز تشجيعية بقيمة خمسة ملايين للمشاريع الثلاثة الحائزة على المرتبة الأولى وجوائز بقيمة مليون ونصف ليرة لأصحاب المشاريع الواعدة لتحويل مشاريعهم إلى فرص استثمارية تشكل خطوة نوعية لإعادة دوران عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية. علماً أن عدد المشاريع المقدمة وصل إلى 93 مشروعاً.
في تصريحه للإعلاميين أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم أهمية هذه المشاريع التي تم تكريمها اليوم ضمن مسابقة تعتبر نوعية في تشجيع الشباب والمواهب وخاصة أنها تختص بالعملية التعليمية الداعم الأكبر لتكنولوجيا المعلومات المرتبطة بالصناعة والتجارة.
وبين ضرورة أن نشجع هؤلاء الشباب المشاركين في هذا المجال من أجل تطبيق مشاريعهم على أرض الواقع. معتبراً أن جميع المتقدمين للمسابقة هم فائزون، وسيكون لهم في المرحلة القادمة دور أكبر في تحقيق الفوز والنجاح وخاصة أن لجنة التحكيم تعمل بشكل موضوعي وعلمي في تقييمها.
وبينت رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان أهمية هذه المسابقة في خلق ثقافة جديدة تتعلق بالتميز والريادة وقد وضع عنوانها حرف الضاد لكون اللغة العربية هي جزء من صناعة الثقافة والهوية التي نفتخر بها لافتاً إلى أن الاتحاد أطلق العديد من المسابقات في مجال ريادة الأعمال وفي المشاريع الصغيرة عن طريق التشبيك مع الجهات المعنية والشركاء الوطنيين لدعم هذا التوجه ولنكون فاعلين في هذه الصناعة.
وأوضحت أن إطلاق المسابقة يأتي سعياً للمشاركة في وضع استراتيجية وطنية لصناعة المحتوى الرقمي وتطبيقاته المساعدة في توفير بيئة مناسبة للانتقال إلى الاقتصاد الرقمي المرتبط بصناعات معرفية. وتأكيداً على أهمية المحتوى الرقمي في بناء مجتمع المعلومات والمعرفة، والاستفادة من الفرص التي تخلقها هذه الصناعات الجديدة في فتح آفاق عمل قائمة على الإبداع والابتكار واستثمار الطاقات الواعدة التي تسهم في إعادة دوران عجلة الاقتصاد السوري في مرحلة التعافي.
وبينت رئيسة الاتحاد أن المسابقة بمثابة بداية متواضعة وصولاً إلى وجود بيئة حاضنة لصناعة المحتوى الرقمي في سورية، وضرورة تقديم الدعم اللازم لهؤلاء عن طريق منصة (فرصة) لتحقيق التشبيك والاستمرار في المشاريع وكذلك تقديم الدعم المالي لهم، معتبرة أن كل مُشارك في المسابقة هو مدعو للمشاركة في منصة فرصة.
أفكار استثمارية..
من جانبها أوضحت الدكتورة سيرا أستور مديرة برنامج علم الحاسوب في الجامعة الافتراضية أن المسابقة كانت عملاً بتوصيات المؤتمر الثاني لصناعة المحتوى الرقمي العربي تحت عنوان “المحتوى المعرفي السوري” الذي نظمته الجامعة الافتراضية في دمشق أيلول عام 2018، ومسابقة المحتوى الرقمي العربي لعام 2019. وقد استهدفت المسابقة التي تم إطلاقها في 22 آب 2022 كل من صانعي المحتوى الرقمي، ومطوري التطبيقات البرمجية الحاضنة للمحتوى الرقمي والرياديين أصحاب الأفكار الاستثمارية في صناعة المحتوى الرقمي، للتقدم ضمن ثلاث مسارات تهتم بصناعة المحتوى ومسار تطوير برمجيات حاضنة للمحتوى، ومسار “أفكار مشاريع استثمارية مجتمعية ريادية” خاصة بصناعة المحتوى الرقمي.
وأشارت أن لجنة التحكيم مؤلفة من عدد كبير من الاختصاصيين وأصحاب الخبرة في هذا المجال وقد تمت عملية التقييم على ثلاث مراحل. إذ جرى في المرحلة الأولى دراسة وتقييم المشاريع من قبل لجنة علمية مختصة وفقاً لمنظومة معايير تنسجم مع أهداف المسابقة. وتأهل نتيجة لهذا التقييم 11 مشروعاً موزعين ضمن المسارات الثلاثة المطروحة في المسابقة. بينما حصل المشاركون في المرحلة الثانية على تدريب نوعي في مجال صناعة المحتوى الرقمي. وفي المرحلة الثالثة من المسابقة تم تسليم الأعمال النهائية من أصحاب المشاريع وإجراء المقابلات مع الفرق المتنافسة لتقييمها من قبل لجنة.
وأكد نائب مجلس إدارة الجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب معتز سكرية أهمية مشروع التحول الرقمي وجميع المشاريع المرتبطة بالتكنولوجيا. لكونها تشكل الاقتصاد والاستثمار الأكثر منفعة في المستقبل. لافتاً لضرورة استثمار طاقات الشباب وأفكارهم في مشاريع ريادية تخدم المجتمع السوري ككل.
وهي مشاريع تحتاج فقط إلى الاستثمار بالإرادة والوقت والذكاء وهي أمور متوفرة ويتمتع بها شبابنا الذي يشكل ثروة وطنية كبيرة أكبر من الثروات الباطنية والكنوز الموجودة. إذ يمكن أن نصل بهذا المحتوى لأماكن جيدة ونصبح منافسين به وهذا يدعم الاقتصاد السوري بشكل كبير.
الفائزون..
ومن الفائزين في المرتبة الأولى أكد المهندس قتيبة الخلف مدير مشرع التعليم أن مشروعهم موجه نحو تعزيز التعليم بالتكنولوجيا لطلاب الشهادتين في المرحلة الإعدادية والثانوية وهو يشكل وسيلة تعليمية مفيدة جداً في إعادة الطالب إلى التركيز على مجال المعرفة وتعزيز دور الأهل في متابعة أبنائهم بطرق تكنولوجية مبتكرة. لافتاً إلى أن المشروع يقدم المعلومات والنماذج والأسئلة للطالب بشكل جذاب وسلسل وبما يحقق الغاية النهائية من المناهج، كما أنه مهم جداً في هذه المرحلة من توجه الطلبة نحو وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي هو برنامج يعيد الطالب إلى مناهجه. وقد حقق هذا التطبيق حتى الآن أكثر من 10 آلاف مستفيد على مستوى سورية.
ومن الفائزين بالمرتبة الأولى أيضاً أكد المهندس بشار سعد الدين جباوي مدير أعمال تطبيق سرتفيكا التعليمي أن هذا التطبيق علمي يهدف إلى ردم الفجوة التعليمية للمناهج التربوية ويسعى إلى تحويل وجهة الطلاب في المسار التكنولوجي من تسلية وترفيه إلى وسائل تعليمية مفيدة خاصة فيما يخص أتمتة الأسئلة، وقد وصلنا إلى أكثر من عشرة آلاف اختبار مؤتمت في التطبيق وهناك مجموعة كبيرة من أوراق العمل التي تساعد الطالب في رفع مستواه العلمي وتحقيق النجاح. للمشروع في مجالات تطوير واسعة في المستقبل.
تجدر الإشارة إلى أن الأهداف الأساسية للمسابقة تحقيق الدعم لصناعة المحتوى الرقمي بكل مقوماته وأشكاله وفتح آفاق الاستثمار فيه بما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال توظيف مهارات تنظيم المشاريع وريادة الأعمال ضمن أطر علمية تدعم صناعة المحتوى الرقمي والأدوات البرمجية المساعدة له.