يوم القدس العالمي بندوة.. المشاركون: فلسطين البوصلة والقدس في عيون المقاومة

الثورة – متابعة لميس عودة:
لأنها القدس بوابة العبور للسماء وفيض قداسة وحق عربي وإسلامي تاريخي وتأتي أولاً في حسابات الذود عن الحقوق والمقدسات، فإن نصرتها وشد أزر أهلها، وتقوية عضد مقاوميها واجب وعهد أوفى ويوفي به محور المقاومة القابض على جمرات ثوابته، المؤازر للشعب الفلسطيني على الدوام .. كان لها في روزنامة المقاومة وقفات نصرة مشرفة ويوم وفاء تتجدد فيه العهود للتأكيد على أن فلسطين حاضرة دوماً في الوجدان وهي بوصلة التحرير.. وكل انتصار تحققه دول المحور المقاوم على الإرهاب وقوى الشر والتآمر الغربي والصهيوني ومخططاتهم هو انتصار لفلسطين وقضيتها .
ومع اقتراب يوم القدس العالمي المصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أقامت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية – سورية وفصائل المقاومة الفلسطينية ندوة سياسية بعنوان “يوم القدس العالمي” شارك فيها علي رضا علي آيتي القائم بأعمال السفارة الإيرانية بدمشق، وخالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والدكتور خلف المفتاح مدير مؤسسة القدس الدولية، وذلك في دار البعث.
وتطرقت الندوة لعدة محاور تركزت على مكانة القدس في الفكر الإسلامي والمسيحي وما تتعرض له من هجمات صهيونية مسعورة لتغيير تركيبتها الديمغرافية وتطويقها بالمستوطنات وتشويه تاريخها وإرثها، وابتدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الأمة، وعزف النشيد العربي السوري والإيراني والفلسطيني.
بداية تحدث السيد علي رضا آيتي عن أهمية إحياء يوم القدس العالمي في ظل الظروف الراهنة التي تتعرض فيها القدس المحتلة لهجمات عدوانية شرسة تستهدف تهويدها وتشويه معالمها وتاريخها الحضاري العربي والإسلامي، مؤكدا أن القدس لها مكانة سامية في الوجدان الجمعي العربي والإسلامي، وان هذه المكانة راسخة كرسوخ عدالة القضية الفلسطينية، لن يطولها تغييب ولن تنال منها خناجر التصفية طالما أن وراءها محور مقاوم، بوصلته تحرير القدس وكل فلسطين.
ونوه أن القضية الفلسطينية تربعت على عرش اهتمامات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، موضحاً أن إعلان الإمام الخميني يوم القدس العالمي منذ 44 عاماً والذي أصبح الهدي للقيادات الإيرانية المتعاقبة جميعها واعتباره حدثاً استراتيجياً ومفصلياً مفتوحا أمام كل الأمم لإحقاق الحق ونصرة الشعب الفلسطيني, جاء لتصويب البوصلة صوب فلسطين المحتلة وقضيتها العادلة وشعبها الذي يرزح تحت مقصلة الإجرام الصهيوني .
وأوضح أن يوم القدس العالمي لم يكن يوما عادياً في تقويم المقاومة، بل هو بوصلة ونهج وعقيدة، فالقدس عنوان فلسطين وفلسطين قلب الأمة، لذلك اقتدى شرفاء الأمة بهذا النهج ليلبوا كل عام نداء القدس في يوم نصرتها على اتساع رقعة المحور وأي مكان يقبض فيه مناصرو القضية الفلسطينية على جمرات العهود والثبات.
وأشار رضا آيتي إلى أنه في يوم القدس تتضح وتتبلور مفاهيم كثيرة، فهو إشارة لاصطفاف الحق في مواجهة الباطل, والعدالة في وجه الظلم, وهو وصية إلهية، ورسالة عالمية لعدم الاستكانة للعدوان والهمجية، وعدم السكوت عن الحق وواجب نصرته.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية مازالت القضية الأهم، والقضية المشتركة للأمتين العربية والإسلامية، لذلك تقوم قوى الشر والغطرسة العالمية الداعمة للكيان الصهيوني الغاصب بافتعال الأزمات وتأجيج التوتر والاضطرابات في المنطقة على الدوام لحرف الأنظار عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، ولتضليل الرأي العام العالمي عبر تشويه الحقائق وتزييف المعطيات.
وأكد آيتي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتخل عن مبادئها وثوابتها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته ودعمهما وتمكينهما بكافة السبل لاسترجاع حقوقهم السليبة وتحرير فلسطين المحتلة والتصدي لمخططات الاحتلال وجرائمه.
ونوه بأن دول محور المقاومة هي درع القدس المتين الذي لن تنال منه سهام الاستهداف الإرهابي الصهيوني والأميركي، وأن المحور المقاوم المؤازر لفلسطين يزداد منعة ووحدة صف وساحات مواجهة، وها هو اليوم يفرض أبجديته المقاومة ويحقق انتصارات على اتساع ساحات المواجهة مع الأعداء والإرهاب.


بدوره أكد الدكتور خلف المفتاح أن العدو الصهيوني جهد لفك الارتباط بين فلسطين وفضاءها العربي والإسلامي، وبين فلسطين وبعدها الإنساني، فجاءت الثورة الإسلامية الإيرانية لتؤكد مركزية القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس في خطابها الرسمي، وأن القدس ليست فقط عاصمة لفلسطين المحتلة بل هي الوطن الروحي لمئات الملايين من العرب والمسلمين, مضيفا بالقول: من هنا استطاعت الثورة الإسلامية في إيران أن تختار العنوان الذي يجمع عليه جميع أبناء الأمة والاستثمار في هذا العامل كعامل تحشيد واستنهاض همم باتجاه القضية الفلسطينية وهذا ما تقاطع أيضا مع الخطاب الذي تتبناه سورية، وراسخ في أدبيات حزب البعث العربي الاشتراكي أن فلسطين القضية المركزية للأمة.
وأشار الدكتور المفتاح إلى أن التحالف الاستراتيجي بين الجمهورية الإسلامية والقيادة السورية منذ عقود والمستمرة للحظة الراهنة هو ما فسح مجالا لأن تنمو وتترعرع حركات المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، وبالتالي هذا القوس المقاوم تحول اليوم إلى دائرة مكتملة ممتدة على اتساع خريطة المحور المقاوم في جغرافية المنطقة.
ولفت الدكتور مفتاح إلى أن الحرب الإرهابية التي شنت على الدولة السورية، وعواصف الإرهاب السياسي والعسكري والاقتصادي التي تعرضت وتتعرض لها، والاعتداءات الصهيونية السافرة والمتكررة على الأراضي السورية، كانت منذ البداية محاولة صهيونية بائسة لحرف دمشق عن خطها المقاوم وعن ثوابتها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وشدد الدكتور المفتاح على أن إحياء فعاليات يوم القدس العالمي هي رسالة لأهلنا في فلسطين المحتلة أنكم لستم وحدكم في ساحات المواجهة، فمعكم محور شامخ يشد من أزر صمودكم وعزائمكم ورفدكم بكل وسائل الدعم لمتين ثباتكم .


من جهته أكد خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن الفلسطينيين جذورهم ضاربة في أراضيهم لن تتمكن من اقتلاعها عواصف الإجرام الإسرائيلي، وأن حقوقهم المغتصبة لن تسقط بالتقادم ولن يطولها نسيان، موضحا أن توحد الرد الفلسطيني على انتهاكات الاحتلال وتدنيسه حرمة المسجد الأقصى, واتساع هبات الرفض لممارسات العدو الصهيوني على كامل خريطة فلسطين المحتلة يؤكد أن القضية الفلسطينية حية لن تموت في صدور أبنائها وشرفاء الأمتين العربية والإسلامية، وأن الحقوق ستعود لأصحابها طال الزمن أم قصر .
وثمن عبد المجيد وقفات العز المشرفة لسورية وإيران على كل ما قدمتاه وتقدمانه على مختلف الصعد لنصرة الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه، موضحا أنه على أرض سورية حاكت المقاومة الفلسطينية خيوطها ونسجت رايات عزتها، ولم تتوان الدولة السورية قيادة وجيشا وشعبا عن مساندة فلسطين ومقاومتها ودعمها بكافة السبل في المعركة ضد الاحتلال، ولم ينقطع الدعم السوري يوماً حتى في الحرب الإرهابية الشرسة المعلنة عليها، لأن فلسطين كانت ولم تزل القضية المركزية والبوصلة الأساس، وهذا دليل على أن سورية رغم نزيف جراحها تأبى إلا أن تبلسم جراح الفلسطينيين.
أدار الندوة الدكتور صابر فلحوط، وحضرها عدد من النخب السياسية والحزبية والإعلامية وفعاليات نقابية وثقافية وممثلين عن فصائل المقاومة الفلسطينية وحشد غفير من المهتمين والمتابعين.

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S