تشديد الحصار على الأغوار وفرض قيود على كنيسة القيامة الاحتلال يقتحم طولكرم وأريحا ورام الله والخليل ويعتقل عشرات الفلسطينيين
فؤاد الوادي:
تحت الإرهاب الإسرائيلي، يعيش الشعب الفلسطيني منذ نحو سبعة عقود ونيف، لكنه وبرغم كل ذلك، لا يزال يقاوم ويناضل متشبثاً بأرضه وحقوقه وهويته.
اعتقالات واقتحامات وحصار كان عنوان هذا اليوم، حيث اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الصباح الباكر عدداً من الأحياء في طولكرم وبلدات العوجا في أريحا وبيتين في رام الله وبيت أمر في الخليل بالضفة الغربية، واعتقلت اثني عشر فلسطينياً، بعد اعتقالها أمس لعشرات الفلسطينيين في القدس والضفة.
وفي منطقة الأغوار الشمالية فقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولليوم السادس على التوالي، تشديد حصارها وإجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري الواقع على مفرق طرق والذي يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى، والجنوبية والشمالية.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز أوقفوا مركبات المواطنين الفلسطينيين وفتشوها بشكل دقيق، ودققوا في بطاقات راكبيها الشخصية، ما تسبب بإعاقة وصولهم إلى أماكن عملهم ومزارعهم.
يذكر أن قوات الاحتلال أغلقت الطرق الترابية في سهل عاطوف، التي تعد منفذاً للمزارعين للوصول إلى أراضيهم شرق شارع (60) في الأغوار.
وتفرض سلطات الاحتلال منذ ستة أيام حصاراً على مناطق الأغوار، وتغلق غالبية الطرق المؤدية إلى التجمعات والأراضي الزراعية، إضافة إلى تشديد الإجراءات العسكرية على حاجزي الحمرا وتياسير، وإعاقة حركة مرور المواطنين والمزارعين الفلسطينيين.
ويعيق إغلاق هذه الطرق سير الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين الذين يسلكونها بشكل أساسي، كما تعد هذه الطرق ممرات حيوية للمزارعين للوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى كونها ممرات أساسية لإيصال المنتجات الزراعية وتسويقها خارج المنطقة.
في سياق منفصل، أدانت لجنة المتابعة العليا الفلسطينية بأراضي الـ48، الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال، هذا العام على كنيسة القيامة، في سبت النور للكنائس الشرقية، من خلال تحديد عدد المصلين في الكنيسة، إلى حد يعادل نسبة هامشية، عما تشهده الكنيسة منذ سنوات طوال.
وقالت في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، إنه في هذا العام أيضا، وكما يجري في السنوات الأخيرة، فرضت سلطات الاحتلال دخول ما لا يزيد على 1800 شخص إلى كنيسة القيامة يوم سبت النور، بمن فيهم رجال الدين والراهبات والطواقم العاملة، من مختلف الكنائس الشرقية، في حين يؤكد رؤساء الكنائس في القدس المحتلة أن الكنيسة وباحتها وجوارها قادرة على استيعاب ما يزيد على 10 آلاف فلسطيني، ما يعني حرمان الآلاف من الوصول إلى كنيسة القيامة، في هذا اليوم الذي يعد من أكثر الأيام قدسية.
كما قامت سلطات الاحتلال بمنع الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة كلياً من القدوم إلى القدس والصلاة فيها لمناسبة العيد.
وقال البيان، إن حصار الاحتلال هذا ينضم إلى القيود المفروضة على المسجد الأقصى المبارك، والهدف واحد، وهو تقييد حرية العبادة، بالذات في القدس المحتلة، في إطار محاولات الاحتلال البائسة، لفرض هوية أخرى على المدينة المقدسة.
وأكدت المتابعة مساندتها لموقف رؤساء الكنائس في القدس المحتلة وبيانها، برفض هذه القيود، ودعت إلى التوجه إلى كنيسة القيامة هذا الأسبوع، وفي كل طقوس الفصح المجيد واحتفالاته.