ديب علي حسن:
لم يكن الجلاء ثمرة هينة القطاف ولا تحقق بالأمنيات والهتافات ..بل بالدم المهراق على ساحة الوطن ومذبح الحرية..
في كل شبر منه ولكل حبة رمل حكاية..
ألم يقل بدر الدين الحامد هذا التراب دم بالدمع ممتزج..
وأبو ريشة : هذه تربتنا لن تزدهي بسوانا من حماة ندب ..
الجلاء فعل نضال ومعركة مستمرة وهو يوم الشهداء والبطولة…
شهد العالم بذلك ..كتب نهرو الزعيم الهندي لابنته انديرا قائلا : انظري إلى السوريين كيف حققوا استقلالهم ..
الجلاء كما خاطب بدوي الجبل أبناء الوطن في ساحة الشيخ ضاهر في اول احتفال بيوم الجلاء إذ قال 🙁
اليوم يومكم أيها الشهداء ألا ترون الراية البغيضة وقد نكست وديا ركم وقد طهرها الدم فما تدنست اليوم يومكم أيها الشهداء
فقد بنيتم نهاره من ابائكم وليله من شفائكم وفجره الأحمر من دمائكم ولقد انتقم الله لكم والله عزيز ذو انتقام.
أما راياتهم فقد طويت وأما صولتهم فقد محيت ما ظننتم جلاءهم (ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لا يحتسبون وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار).
اليوم يومكم يا أهل الشهداء زغردن يا أخوات الشهداء زغردن يا بنات الشهداء يا أمهات الشهداء فعروس الجلاء غالية حسناء وقد أعطى الشهداء صداقها من أرواحهىم وسكبوا العطور عليها من كلومهم وجراحهم.
اليوم يومكم أيها الشباب. لقد قال لكم الفرنسي إن العزة لي فقلتم له خسئت ثم خسئت إن العزة لله ولرسوله وللوطن وللمؤمنين. وقال لكم الفرنسي أنا القوة القاهرة فقلتم له خسئت فنحن قوة الله في هذه الأمة وقوة الله هي الغالبة الظافرة. ثم ابتدرتم المعركة تخوضون نقعها الأكدر وبلاءها الأحمر هاتفين الله أكبر الله أكبر فتردد الدنيا الله أكبر الله أكبر.
هذا يومكم أيها الشباب لقد كنتم الأمناء على أمجاد العرب وتاريخ العرب فما شغلكم الصبا الريان عن مكافحة الطغيان ولا صرفتكم الواجبات المدرسية عن الواجبات القومية.
أيها الشباب أيها الملائكة الأطهار لقد كنتم في تاريخ الثورة القومية كفاحا وجهادا وستظلون لتاريخ أمتكم بقاء وسعة وامتدادا.
هذا يومك أيتها المرأة العربية لقد قربت البنين على مذبح الاستشهاد ضاحكة مستبشرة وقبرت بيديك الحنونتين صرعى الحربة من الأزواج والبنين وأنت مهللة مكبرة فيا زينب اميرة تدمر ويا خولة بنت الأزور إن المرأة العربية في هذا الجيل ليحمل منكباها الإرث النبيل والمجد الأصيل.
هذا يومك أيتها الأمة فيك إشراق وإيمان وفروع منضرة من غسان والإسلامية فيك ليست مجرد شريعة ودين بل شريعة وقومية ويقين.
اليوم يومكم أيها العرب الأرض للوائكم والسماء لشهدائكم).
نعم إنه الجلاء ومهره مازال مستمرا إنه من كل بيت سوري ونحن ماضون إلى الجلاء الأكبر.