رابطة المحاربين القدماء: الجلاء عنوان البطولة والتضحيات.. ومنهج الحفاظ على الكرامة والسيادة

الثورة – حوار عبد الحميد غانم:
يوم الجلاء يوم أشرقت فيه شمس الحرية والاستقلال، وارتفع علم سورية في سمائها خفاقاً يعلن انتصار الحق وزهق الباطل وبدء مرحلة جديدة من تاريخ سورية المعاصر نحو البناء والتطوير.
الجلاء يوم أغر وذكرى غالية على قلوب السوريين جميعاً.. هو استحضار لبطولات أسلافنا الذين ضحوا بأنفسهم وبالغالي والنفيس من أجل تحرير الوطن من براثن الاحتلال الأجنبي، ويواصل شعبنا وجيشنا الباسل اليوم على هدي القيم السامية والنبيلة التي أرساها الجلاء طريق التحرير والبناء.
صحيفة “الثورة” وبمناسبة الذكرى الـ 77 للجلاء، زارت رابطة المحاربين القدماء بدمشق، وأجرت لقاءات وحوارات مع ضباط سابقين في الجيش العربي السوري حول معاني ودلالات عيد الجلاء والدروس والعبر المستخلصة.

الحفاظ على معاني الجلاء..

العميد المتقاعد جريس صليبا رئيس فرع ريف دمشق لرابطة المحاربين القدماء، قال في هذا السياق: إن الجلاء هيأ الأرضية لدى الأجيال التي تستلهم الانتصارات والبطولات التي أسس لها الأجداد والآباء ونرى نتائجها اليوم حين هب جيشنا الباسل والشباب السوري عموماً لمواجهة الحرب الكونية الإرهابية التي حاولت إعادة احتلال سورية وتمزيقها وإخراجها من الجغرافيا السياسية والنيل من دورها في محور المقاومة كركيزة أساسية لمواجهة المخططات الاستعمارية الصهيونية.
وأشار صليبا إلى أن القيم النضالية للجلاء تشكل قاعدة ينطلق منها السوريون للدفاع عن وطنهم، وهي القيم النضالية نفسها التي يواجه بها شعبنا الإرهاب والعدوان العالمي الذي يشن على وطننا، وهذا تأكيد على قدرة شعبنا ووطننا وشعب سورية بكل أطيافها على التضحية والفداء والشهادة في سبيل الوطن والانتصار لسيادته واستقلاله.
فيما اعتبرت العميد المتقاعد عدنة خير بك من مكتب الثقافة والإعلام في رابطة المحاربين القدماء، أن عيد الجلاء هو يوم النصر والاستقلال جاء حصيلة نضالات وتضحيات كبيرة خاضها الآباء والأجداد في مواجهة الاستعمار العثماني والفرنسي، وقدموا خلالها التضحيات الجسام من شهداء 6 أيار إلى شهداء الثورات السورية التي بدأت مع ثورة الشيخ صالح العلي في جبال الساحل التي استطاعت أن توجع الفرنسيين في أكثر من موقع، ثم ثورة إبراهيم هنانو في الشمال التي استكملت وتعاونت مع ثورة الساحل في مواجهة الاستعمار الفرنسي.
ونوهت خير بك بأن قيم الجلاء المتمثلة بتضحيات وبطولات الأجداد والآباء التي حققت الجلاء وشكلت نقلة نوعية بالحالة المعنوية، تتمثل أولاً في رفض أي وجود استعماري على الأرض السورية، وثانياً رفض أي شكل من أشكال التبعية ومواجهة العدو المتغطرس والعمل على تحرير كل شبر محتل.
في حين لفت صليبا إلى أن تضحيات شعبنا من أجل الجلاء أخرجت سورية بشكلها الحالي كدولة مواجهة استكملت عناصرها الأساسية بعد قيام ثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد الذي هيأ لمقومات الدولة القادرة على اتخاذ القرار ورفض كل أشكال التبعية والتطبيع مع العدو الصهيوني، ما أدى إلى تفاقم الاستهدافات العدوانية، فنرى العدو التركي في الشمال والعدو الأمريكي ومرتزقته في الجزيرة السورية، وكذلك العدو الصهيوني والأدوات الوظيفية التي تأتمر بأمره.
بينما قالت خيربك: إن سورية في مثل هذا اليوم استعادت حريتها بعد أن أذلت المحتل الغاصب، مشيرة إلى أن أبطال الثورة أثبتوا أن الجلاء ليس هبة من المستعمر بل هو نصر مؤزر صنعته التضحيات، وأن استعادة قيم الجلاء هذه الأيام تأكيد على التمسك بالوحدة الوطنية ضد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية.‌‌‏
وأضافت خير بك : ونحن نستحضر اليوم الذكرى السابعة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن ونحصد ثمرات القيم النضالية والوطنية التي كرسها أجدادنا في إنجاز الانتصار تلو الانتصار على الإرهاب المدعوم من قوى الاستعمار الجديد وأدواته من التنظيمات الإرهابية، نستذكر معارك الشرف والبطولة التي قادها الشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وغيرهم من المجاهدين دفاعاً عن عزة سورية وسيادتها واستقلالها.

نهج المقاومة سوري بامتياز

من جانب آخر، أكد صليبا أن المعركة التي يخوضها السوريون اليوم والتي تكللت بتطهير معظم الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب ما هي إلا امتداد طبيعي لمعارك الاستقلال ضد المستعمر وإن تبدلت المخططات وتلونت الشعارات والأدوات، ولكن العدو الذي يتربص بسورية ودول المنطقة هو ذي طبيعة عدوانية واحدة، ويتمثل بقوى الاستعمار الغربي والصهيونية، ونوه بأهمية الحفاظ على معاني الجلاء بما تمثله من تراث وطني وشعبي وتاريخي ليبقى الوطن مصاناً وعزيزاً وقوياً.

ورأت خير بك أن التاريخ يعيد نفسه عندما خرج يوسف العظمة بقوات قليلة العتاد والتجهيز ليتصدى لجحافل الاحتلال على أبواب دمشق مع هذه الحرب التي شنتها قوى الاستعمار الغربي ضد سورية.
وأشارت خيربك إلى الموقف البطولي الذي جسده يوسف العظمة ورفاقه في ميسلون متصدين لجيش الاحتلال الفرنسي رغم علمهم بصعوبة المقارنة مع جيش العدو عددا وعتادا، حيث وجهوا رسالة للعالم أن سورية لا تستسلم مهما كانت التحديات، وكذلك الأمر في وقتنا الراهن حين واجهت سورية ولاتزال تواجه حربا كونية ظالمة استهدفت الفكر والهوية والانتماء.
وأكدت خيربك أن نهج المقاومة والصمود والتضحيات الذي رسمه الشهيد العظمة وشهداء الجلاء للسوريين في مقارعة الغزاة أصبح صناعة سورية بامتياز ترى في الشهادة للدفاع عن الوطن نصراً باهراً.‌‌‏

عقيدة جيشنا ودور قائده أساس صموده..

وردا على أسئلة الثورة حول أسباب فشل المخططات العدوانية في استهداف سورية والجيش، أكد العميد صليبا أن العقيدة العسكرية والسياسية لجيشنا العقائدي، والتي تربى عليها مقاتلو الجيش السوري عليها ضباطا وصف ضباط وجنودا، كانت أساس صمود الجيش واستمرار مقاومته للإرهاب والعدوان وتمسكه بمبادئ وأهداف سورية الوطنية حتى تحقيق النصر وتحرير الأرض من الإرهاب والاحتلال، منوها بأن هذه العقيدة راسخة لدى جيشنا ومتجذرة في نفوس المقتلين، كما كان لدور القائد السيد الرئيس بشار الأسد الأهم في التمسك بهذه العقيدة، والذي أعطى دفعا قويا لجيشنا وشعبنا ومؤسساتنا للصمود ومواجهة التحديات الماثلة.
وعبرت العميد خير بك عن صور التلاحم بين الجيش والشعب والقائد والتكافل والتعاضد بين أبناء الوطن والجيش وكيف ساند الشعب السوري أبناءه المقاتلين في كل المدن والقرى وكيف وقفت الأم والأخت والابنة والمرأة المتطوعة لمساندة الجيش، مما عززت معنوياته وتحقيق الانتصار.
وحول دور الإعلام، لفت صليبا إلى ضرورة اهتمام الإعلام الوطني بصور التلاحم الوطني لشعبنا وجيشنا ويستفيد في إلقاء الضوء على الكثير على تلك الصور في برامج ومسلسلات تعرض في التلفزة والإذاعة الوطنية، مؤكدا أن صمود سورية شعبا ودولة وجيشا وقيادة، أعطى للعالم الكثير من الدروس والعبر الملحمية عن التضحيات والصمود والتعاضد والتكافل، من الضروري أن تكون هناك إضاءات عليها في إعلامنا وفننا الوطني.
بينما أكدت خير بك على ضرورة الاهتمام بالأسرة نواة المجتمع وتربية الجيل من الصغر على حب الوطن وزرع الانتماء والتمسك بالهوية الوطنية والتركيز على فكرة الوطن لدى الأبناء والأمهات وتحمل وزارات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم والمؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية تحمل مسؤولياتها في إعداد الجيل الواعي لحقوق وطنه والدفاع عن سيادته ووعي المرحلة الخطيرة التي نعيش.

مبعث للروح الوطنية..

وختاما، أكد العميد صليبا أن ذكرى الجلاء ستبقى مبعثاً للروح الوطنية التي انتفضت بكل إباء وكبرياء في وجه الطامع الفرنسي الذي توهم أن جبروته وأساليب دسائسه ومؤامراته وإثارته للنعرات والخلافات، كفيلة بأن تضمن له البقاء في سورية فخرج من سورية مندحراً بهمة وعزيمة الشعب السوري البطل.
وأشار صليبا إلى أن الجلاء الذي صنعته تضحيات وبطولات الشعب السوري العظيم سيظل يوما مشرقا في تاريخ سورية ونبراساً يضيء في وجدان كل السوريين وملهماً للحرية والكرامة.‌‌‏
وبينت العميد خير بك أن استعادة وتمثل قيم الجلاء العظيم في هذه الذكرى يتزامنان مع مرحلة تتعرض فيها سورية لمخاطر وتحديات تستهدف أمنها واستقرارها ودورها الوطني والقومي، ما يؤكد ضرورة تذكير كل من تخونه ذاكرته وكل من لم يقرأ او يستوعب جيدا تاريخ سورية، بأن إيمان شعبنا الراسخ بوطنه وتمسكه بوحدته الوطنية ودعمه مسيرة التنمية ورفضه المطلق للتدخل الخارجي في شؤون وطنه، هو السلاح الأمضى في مواجهة أعداء سورية وإفشال مؤامرة قوى الشر وعملائها للعودة بتاريخ سورية إلى الوراء.‌‌‏
وقالت خير بك: إن أعداء سورية ظنوا أنهم بدعمهم للمجموعات الإرهابية المسلحة وبتمويلها بالسلاح والمال وممارسة عمليات التضليل والتجييش الإعلامي يستطيعون المضي في تحقيق المشروع الاستعماري الغربي الذي عجزوا عن تحقيقه طيلة العقود الماضية بفضل عزيمة الشعب السوري المتمسك بوحدته الوطنية وتلاحمه مع جيشه وقائده.‌‌‏

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص