الثورة – حوار غصون سليمان:
هو الزمن الذي يعطر الذكرى والاسم الأغلى في جسد الكرامة ..هو نيسان سبعة النصر وإكليل الغار ..هو الاستقلال عيد بألف عيد ، تاريخ زاخر بالتضحيات والبطولات، وحكايا الملاحم المشرفة لآباء وأجداد زينوا جغرافية الوطن، وهم يقاومون عدوا ومستعمرا فرنسيا جاء محتلا من وراء البحار ليدنس أرض الطهر ويسلب خيراتها ويقهر شعبها حتى حسب انه لن يبرح عن الجسد السوري أبدا .
لكن معادلته الخاطئة هذه سرعان ما دحرتها عزيمة السوريين وإرادتهم الحرة القوية التي أمضت بالدم وبصمت بالحقيقة على الأرض، أننا أبناء عزة ولا ننام على ضيم .
هكذا يبقى لذكريات النضال ترانيم عشق بين أبجدية الكرامة والفعل، ونهج النصر والانتصار، هو الحبل السري الممتد بين شرايين الأجداد والأبناء والأحفاد، من القادة والمجاهدين الثوار الذين سطروا معجزات الإرث النضالي الكبير لأبناء هذا الوطن .
في حضرة الذكرى ولغة البيان يبقى لحديث الأبطال من الأبناء لغة خاصة وعنفوان لا ينضب ألقه، لمن كانوا أهلا في الحفاظ على نهج الاستقلال ومعاني السيادة في قاموس الجلاء المكلل بطعم النصر والكبرياء.
فمن مروج الكرام ومن ثوابت عيد الاستقلال ندخل حديقة الفعل، وإذا ما سألنا عن معاني الاستقلال ودلالاته يقول العميد الركن ياسر الجهني رئيس فرع الإعداد العقائدي بالإدارة السياسية في حديث للثورة :
إنه في الذكرى السابعة والسبعين لعيد الجلاء يبقى للحدث عظمة المعاني والدلالات، حيث تحتفل جماهير شعبنا وقواتنا المسلحة الباسلة بالذكرى السابعة والسبعين لعيد الجلاء. جلاء آخر جندي أجنبي عن وطننا الحبيب في السابع عشر من نيسان عام 1946 م.
معاني العزة والافتخار
إذ تطل علينا هذه الذكرى مستحضرة معها أسمى معاني العزة والافتخار بذلك اليوم المجيد الذي انتزع فيه شعبنا الأبي استقلاله الوطني في ملحمة كبرى جسدت أروع البطولات والتضحيات التي سطرها أجدادنا الأبطال بطرد المستعمر الفرنسي ذليلاً منكسراً من أرض سورية الأبية، بعد نضال دام أكثر من عقدين ونصف من الزمن، تكللت بالنصر المؤزر الذي أسس لحقبة جديدة تعززت فيها مكتسبات الاستقلال وتعمقت ثقافة مقاومة الاحتلال بكل أشكاله، لتبقى راية العزة والفخار خفاقة فوق ذرا الوطن الشماء.
ثمرة نضال دؤوب
* وعن تجليات ملحمة النضال الوطني المشرف لأجدادنا الأبطال الذين صنعوا الجلاء.. يشير رئيس فرع الإعداد العقائدي بأن الجلاء ثمرة نضال دؤوب ومعارك قاسية خاضها شعبنا وقدم خلالها قوافل الشهداء التي روت بدمائها كل شبر من أرض الوطن، فمنذ اللحظات الأولى لدخول المستعمر الفرنسي إلى بلادنا استعرت الثورات حمماً ملتهبة أذاقت المستعمر مرارة الخيبة والهزيمة، وانطلقت الشرارة الأولى من الساحل السوري عام 1918م بثورة عارمة قادها المجاهد الشيخ صالح العلي الذي كان على اتصال وتنسيق مع قائد ثورة المنطقة الشمالية المجاهد إبراهيم هنانو، حيث خاض الثوار معارك كبرى كبدت المستعمر خسائر فادحة في العتاد والأرواح وبرهنت على حتمية طرد المستعمر مهما كان الثمن غالياً، لأن الوطن يعلو ولا يعلى عليه ولا شيء أغلى وأقدس منه. ثم جاءت معركة ميسلون التي خاضها وزير الحربية آنذاك يوسف العظمة ورفاقه الأبطال في 24 تموز 1920م، وتتالت الثورات بشدة وضراوة رغم وحشية المستعمر وتفوقه في العديد والعتاد، فمن ثورة حوران وجبل الشيخ بقيادة المجاهد أحمد مريود إلى ثورة دمشق وغوطتيها بقيادة المجاهد حسن الخراط وصولاً إلى الثورة السورية الكبرى عام 1925م التي قادها المجاهد سلطان باشا الأطرش والتي كانت التعبير الأمثل عن وحدة النضال الوطني الرافض لسياسة المستعمر الهادفة إلى تقسيم سورية وتمزيقها.
وأضاف : هناك ثورات وطنية متتالية لم تنقطع طوال ربع قرن توّجت بتحقيق الاستقلال، فكتب الجلاء بأحرف من نور ومداد من دماء رجالنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم كي ترتفع راية الوطن خفاقة عالية في سماء العزة والكرامة.
ملاحم بطولة وفداء
* وعن كيفية تجسيد رجال الجيش العربي السوري معاني وبطولات أجدادهم الذين صنعوا الجلاء في حربهم التي يخوضونها ضد قوى العدوان والإرهاب، يقول العميد الركن ياسر الجهني أن احتفالنا بذكرى جلاء المستعمر هذا العام يأتي ووطننا الحبيب مازال يخوض منذ أكثر من عشر سنوات معركة الدفاع عن العزة والكرامة في وجه أعتى مؤامرة يتعرض لها في تاريخه الحديث والتي تستهدف زعزعة أمنه واستقراره وضرب دوره الوطني والقومي المقاوم والممانع لمشاريع الهيمنة الصهيو ــ أمريكية الرامية إلى السيطرة على مقدرات أمتنا ونهب خيراتها وثرواتها.
إلا أن سورية استطاعت بوعي شعبها وتلاحمه مع جيشه الباسل والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد إحراز نصر تاريخي على قوى العدوان والإرهاب.
وهي اليوم إذ تجدد تمسكها بنهجها المقاوم بعيداً عن الإملاءات والتدخلات الخارجية، يواصل رجال جيشها الباسل أداء مهامهم الوطنية المقدسة في القضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية لإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من ربوع الوطن مستلهمين معاني وقيم الجلاء من بطولات أجدادهم الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء لطرد المستعمر الغاشم.
نواصل مسيرة الأجداد في الذود عن حياض الوطن
*ماذا تقولون في هذا اليوم وجيشنا الباسل يحيي ذكرى الجلاء العظيم؟.
في هذا اليوم الأغر نجدد العهد لشعبنا الأبي ولقائدنا المفدى السيد الرئيس الفريق بشار الأسد، أن نبقى الجند الأوفياء والأمناء لنهج الجلاء وقيمه، ونواصل مسيرة الأجداد المناضلين في الذود عن حياض الوطن، مستعدين دائماً لبذل الغالي والنفيس فداءً لعزة الوطن واستقلاله، متمثلين قول السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: (جيشنا العربي السوري كان منذ اللحظات الأولى لولادته رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الأمة، والمدافع عن حقوقها في مواجهة المخططات العدوانية التي تستهدف الحاضر والمستقبل).
وفي هذه المناسبة العظيمة نوجه تحية تقدير لأجدادنا الأبطال الذين سطروا ملاحم الجلاء بدمائهم الطاهرة.
ـ تحية لرجال قواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسياجه المنيع.
ـ تحية المحبة والوفاء والولاء لرمز كبريائنا وعنوان صمودنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد… تحية الإجلال والإكبار لروح القائد المؤسس حافظ الأسد ولأرواح شهدائنا الأبرار (أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) ..وكل عام وأنتم بخير.