على مدى عدة مواسم، بما فيها الموسم الكروي الجاري، أثبتت التجربة وجود حاجة ماسة لعملية تدريب وتأهيل ممنهج للكوادر الإدارية التي يتم تكليفها بمراقبة مباريات دوري كرة القدم بكافة درجاته ولاسيما الدرجتان الممتازة والأولى.
ومع توالي المواسم ووجود عدد كبير من المباريات ضمن المسابقات بمختلف الفئات والدرجات كان هناك اعتراف واضح بأن من يتم تكليفهم كمراقبين إداريين ليسوا على مستوى الطموح والمسؤولية المناطة بهم حيث صدرت في عدة مناسبات عقوبات علنية على مراقبي المباريات نتيجة تقصيرهم بأداء المهام الموكلة إليهم وضعف شخصية بعضهم وعدم التزامهم بتعليمات اتحاد اللعبة الشعبية الأولى.
لدينا أحداث كثيرة تؤكد أن المراقب الإداري في مباريات مسابقاتنا الكروية بات عبئاً، لعل آخرها التقصير الواضح والتراخي في ضبط الحضور الجماهيري خلال مباراة الوثبة وحطين ضمن الجولة الرابعة عشرة من الدوري الممتاز، حيث تواجد المئات وربما الآلاف في الملعب رغم تعليمات الاتحاد بمنع الحضور الجماهيري نتيجة عدم وصول تقارير الأمان والسلامة التي يجب أن تقدمها اللجان المكلفة من الاتحاد الرياضي العام.
طبعاً مسألة تجاوز العدد المسموح به ليست مخالفة عابرة لأن غياب تقارير الأمان والسلامة يعني وجود شك بقدرة الملاعب على استيعاب الجمهور بعد كارثة ٦ شباط، وبالتالي فإن مخالفة قرار اتحاد اللعبة يعني تعريض حياة الكثيرين للخطر بسبب إهمال مراقب المباراة المذكورة.
كل ما سبق يعني أن اتحاد كرة القدم مطالب بانتقاء نموذجي للمراقبين إن لم يكن هناك إمكانية لتأهيل عدد جديد من هذه الكوادر، عدا ضرورة التشديد على تطبيق التعليمات لأن الحفاظ على سلامة الجميع مسؤولية يسعى اتحاد اللعبة للحفاظ عليها وفق كافة بياناته، وبالتالي لا يمكن تعريض هذه المسؤولية للخطر بسبب الإهمال.
السابق
التالي