الثورة – منهل إبراهيم:
تصر البرازيل على موقفها حيال الأزمة في أوكرانيا وترفض العقوبات الغربية على روسيا، وتزويد النظام في كييف بالأسلحة التي تؤجج الحرب، وفي معرض ردها على الولايات المتحدة رفضت البرازيل الاتهامات الأميركية أنّ الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يُعيد ترديد الدعايتين الروسية والصينية بشأن الحرب في أوكرانيا.
وكان المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، صرّح للصحافيين أنّ “البرازيل تردّد ببغائياً الدعاية الروسية والصينية من دون أن تنظر بتاتاً في الحقائق”.
وشدّد كيربي على أنّ “التعليقات الأخيرة للبرازيل التي تشير إلى أنّ على أوكرانيا أن تتخلّى رسمياً عن القرم في إطار تنازل من أجل السلام مضلّلة بكل بساطة”.
وقال وزير الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، رداً على كيربي: لاأعرف كيف أو لماذا توصل إلى هذا الاستنتاج، ولكنني لا أوافقه الرأي مطلقاً.
وخلال زيارة إلى بكين، السبت الماضي، أكَّد لولا الذي لم تفرض بلاده عقوبات على روسيا، ورفضت تزويد أوكرانيا بالذخيرة، أنَّ “على الولايات المتّحدة أن توقف تشجيع الحرب، وأن تبدأ بالحديث عن السلام”.
ويوم أمس الإثنين، شكر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، البرازيل لـ مساهمتها في البحث عن حلٍّ للحرب في أوكرانيا، وذلك خلال جولة أميركية لاتينية تمتدّ أسبوعاً.
وفي 6 كانون الأول 2022، أكّد البيت الأبيض أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وجّه دعوةً نيابة عن الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرئيس البرازيلي لزيارة واشنطن، ويبذل لولا جهوداً لجعل بلاده صانع سلام محايداً، لكنّ كيربي قال إنّ رسالة لولا بشأن الحرب تنطوي على “إشكالية كبيرة”.
وكان الرئيس البرازيلي صرّح في ختام زيارته للصين، أنّه يجب على الولايات المتحدة أن توقِف تشجيع الحرب في أوكرانيا وتبدأ مع الاتحاد الأوروبّي بالحديث عن السلام.
وأضاف دا سيلفا أنّ “الأسرة الدولية يمكنها إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأنّ السلام يصبُّ في مصلحة العالم بأسره”.
وأجرى لولا الذي عاد إلى السلطة في كانون الثاني 2022 بعد ولايتين رئاسيتين له من 2003 إلى 2010، زيارة استمرت يومين للصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع شريكه التجاري الرئيسي، واستغل لولا فرصة الزيارة لتأكيد أنّ “البرازيل عادت إلى الساحة الدولية، وتأمل في تأدية دور الوسيط في النزاع الدائر في أوكرانيا”.
ويطرح الرئيس البرازيلي فكرة تشكيل مجموعة من الدول يكون الهدف منها العمل من أجل السلام في أوكرانيا، وكان قد وعد قبل زيارته للصين أنّ هذه المجموعة ستشكّل بعد عودته، وفيما لم يعطِ أي تفاصيل، اكتفى بالقول: الصبر ضروري للتحدث مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي