الغرض الأساسي من دمج مؤسسات التدخل الإيجابي في مؤسسة واحدة “السورية للتجارة ” كان الهدف منه تطوير الأداء وتحويلها إلى مؤسسة فعالة تتمتع بالدينامية والمرونة وصولاً إلى الهدف الحقيقي بممارسة دورها كتاجر لديه كثير من الواجبات…
نعترف أن بداية مرحلة الدمج حاولت إدارتها تطبيق هذا الهدف عبر تفعيل دورها وفتح مراكز “مولات ” وتغيير نمطية الإدارة التي كانت سائدة.. ولكن.
عندما يقصد المواطن مقر المؤسسة في أي منطقة ويجدها مغلقة بعد الساعة الثانية ظهراً مرات عديدة فلن يقصدها، وسينسى دورها.
تماماً كما هو سلوك المواطن الذي يسأل تاجراً ما عن سلعة ما مرات عديدة ولا يجدها فإنه بالتاكيد لن يعود إلى نفس التاجر بل سيتحول إلى تاجر آخر تتوفر عنده السلعة.. حتى ولو جاء التاجر بهذه السلعة فيما بعد.. !!
السورية للتجارة تحولت في بعض المناطق والأرياف إلى مجرد مؤسسة تعنى بتوزيع المواد المدعومة فقط .. وليس لها من اسمها أي نصيب.
اليوم هذه المؤسسة على موعد جديد مع وزارة جديدة لا ترغب بالكلام كثيراً.. وهذا يعني أن الفعل هو منطلقها الأساسي لتحقيق الغايات.
ثم ماذا يعني أن مؤسسة مثل السورية تغلق أيام العطل الرسمية والروتينية الأسبوعية؟.
يعني باختصار أن الترهل وانعدام المسؤولية نخرت في المفاصل وبات من الضروري تجديد الدماء واتباع أسلوب التجارة على حقيقتها لتعود وتكسب الثقة.
أما الحالة التي لم يستطع أحداً فهمها أو حتى “هضمها” هي مزاجية السوق والتناقض في الأسعار بين محل وآخر .. بين منطقة وأخرى.. بين محافظة وأخرى.
أسعار الخضار الذي منشأها محافظة طرطوس تباع في دمشق بأسعار أقل من طرطوس..
هنا تسقط معادلة النقل.. وتنكشف فضيحة “الحلقة” التي تتحكم كما تريد.. تلعب وتتلاعب.. والضحية دائماً وأبداً “المواطن والفلاح”..
المواطن المستهلك والفلاح المنتج ينتظر قرارات وإجراءات على الأرض بعيداً عن التنظير وقريبة من المنطق .