الثورة – ميساء الجردي:
كشفت كارثة الزلزال، وقبلها ظروف الحصار الجائر على بلدنا عن أعداد كبيرة من الشباب المتحمس، الذي لديه روح النخوة والتطوع من أجل مساعدة الآخرين، وعن وجود فرق تطوعية كثيرة تمتلك حس المبادرة.
وفي هذا الإطار نظم اتحاد الجمعيات الخيرية ومحافظة دمشق جلسة حوارية تفاعلية حول الريادة المجتمعية وأهمية التطوع في المسارات الشخصية للشباب وذلك بحضور حوالي 260 متطوعا من عدة فرق وجمعيات وبرعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وخلال الافتتاح اكد المهندس علي المبيض نائب محافظ دمشق أهمية العمل التطوعي الذي يعكس الوجه المشرق للمجتمع في دمشق لافتا الى ان دور المحافظة لايتوقف على الجانب الخدمي، بل لها دور مهم في تكريس مفاهيم التكافل الاجتماعي من خلال مشاركتها ورعايتها للمبادرات الانسانية وخاصة التي استمرت طوال شهر رمضان.
من جانبه بين رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية سارية السيروان كيف كان التطوع عنواناً لكل المبادرات التي رافقت الازمات خلال سنوات الحرب على سورية، وخلال انتشار وباء كورونا وبعد الزلزال.، حيث تدفق مئات المتطوعين من مختلف الشرائح والاختصاصات للعمل الانساني.
وأشار الى دور التطوع في إنقاذ حياة الناس وفي الوقوف الى جانب اخوانهم في كل الظروف.
وتحدث الباحث عبادة دعدوش الاستاذ في تطوير مهارات الشباب واكتشاف المواهب حول الريادة المجتمعية وأهمية التطوع في تطوير الوعي الذاتي، وأثر ذلك على الفرد والمجتمع، موضحا الفرق بين الريادة المجتمعية وريادة الأعمال، ومشيرا إلى الأبعاد الكثيرة التي يحققها التطوع على المستوى الشخصي والمجتمعي من حيث ما يحققه من توازن نفسي كبير للأشخاص المتطوعين، وقدرة على التحكم بردود الأفعال في المواقف المختلفة، ما يساهم في تطوير الشخصية وتنمية الذات الحقيقية لديهم بروح جميلة تدفعهم للشعور بالآخرين والعمل على التخفيف من معاناتهم.
ويؤكد أن الشخص الذي يعطي، يشعر بالسعادة بشكل أكبر من الشخص الذي يأخذ. وأنه من المهم جدا نشر ثقافة التطوع على البعد الاجتماعي، بشكل منظم بحيث لا يبقى كل فريق يعمل بشكل فردي إضافة إلى أن التطوع لا يعني أن يفرغ الشباب وقته كله لهذا الهدف وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، فلابد من تحقيق التوازن بين جوانب العمل التي تؤمن المال لهم والجانب التطوعي الإنساني.
وقدم الباحث دعدوش جملة من النصائح الهامة المتعلقة بالعمل التطوعي والريادة المجتمعية، وخاصة أن التطوع يؤمن المزيد من الخبرات التراكمية للشباب والتي تفيده في السيرة الذاتية وفي توفير فرص أكبر لتطوير عمله. ومن أهم النصائح التي أشار إليها هي: أن يكون التطوع ضمن مجال العمل والاختصاص نفسه سواء كان طبيبا أو إداريا أو صحفيا أو طاهيا، فإن ذلك يفيد في بناء العلاقات وفتح آفاق جديدة لتطوير عمله، وبنفس الوقت يحقق له التوازن والفصل بين التطوع والاستمرار في عمله. مبينا ان الهدف الاساسي من جلسة اليوم هو تكريم الشباب لحماسهم وتطوعهم وما بذلوه من استجابة سريعة للكوارث.
من جانبه بين هيثم السلطجي عضو مجلس اتحاد الجمعيات غنى الجلسة في طرح أفكار جديدة حول التطوع في حوار شارك فيه اكثر من ٢٦٠ متطوع من خمس جمعيات عريقة بدمشق، تمت خلالها الاضاءة على بعض النقاط التي تخدم تطوير هذا الجانب لدى الجيل الجديد.