رفاه الدروبي
كان يضمُّ مقهى الروضة في حمص دار أوبرا منذ عام 1922 فريدة من نوعها على مستوى سورية، ويتألف البناء من قسمين صيفي وشتوي، شكَّل القسم الشتوي «وكان للمسرح» شرارةً ضدَّ المستعمر الفرنسي.
وأكَّد عضو اتحاد الكتَّاب العرب والمؤرِّخ الدكتور عبد الرحمن البيطار أنَّ مقهى الروضة الواقع في مركز المدينة كان له دورٌ ضد الاستعمار الفرنسي، مُنوِّهاً بأنَّ متعهد المقهى الحاج حسن قباقيبو عرض مسرحية أيام الاحتلال الفرنسي في قسمه الشتوي اعتمدتها الجمعية الخيرية الإسلامية.
حضرها المستشار الفرنسي ميترو الذي كان يحضُّ على كره العرب كثيراً، وعندما جاء جلس في الطابق العلوي وإٍلى جانبه ترجمانه، وتضمَّن العرض رواية تناولت دخول الجيش الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد من الباب الشرقي لدمشق، حيث جاء وجهاء المدينة إلى أبي عبيدة بن الجراح مستسلمين يطلبون الأمان.
أثار العرض حفيظة المستشار وصرخ غاضباً بأنَّها دعوة إلى الثورة وليست تمثيلية، وعلت عاصفة من التصفيق والهتاف بحياة الوطن وسقوط الاستعمار. خرج المستشار ميترو من المقهى يرتجف ألماً، وفي صباح اليوم التالي زجّ أكثر أعضاء الجمعية وبعض الممثلين في السجن بعد أن اقتحمت الشرطة بيوتهم وساقتهم مُكبَّلين ولما بلغ الحاج حسن قباقيبو ماحلَّ بأعضاء الجمعية والممثلين تنازل عن أجور المقهى إكراماً لها.
التالي