لازالت الأحداث والمفرزات التي يقدمها الدوري الممتاز لكرة القدم تلعب دوراً رئيسياً في نفور الجمهور من المسابقة وتقلص حجم المتابعة والشغف الجماهيري بها، عكس ما هو عليه الحال مع دوري الرجال لكرة السلة، الذي تصدر المشهد في الأيام الأخيرة حيث بات يحظى بالاهتمام الأكبر.
وفي الوقت نفسه فإن كافة المؤشرات تؤكد أن أمور المسابقتين ستمضي قدماً في هذا الاتجاه بحيث يتناقص الاهتمام بالدوري الكروي مقابل ازدياد المتابعة لدوري اللعبة الشعبية الثانية.
في الحقيقة فإن مؤشر الزيادة أو النقصان بمستوى المتابعة والاهتمام ليس عائداً لعمل اتحاد كرة القدم أو اتحاد كرة السلة بشكل مجرد وإنما بسبب وضع المنشآت والبنية التحتية لكلا اللعبتين، فبينما تتوفر لدينا صالات سلوية على مستوى عالٍ كما هو حال صالة الفيحاء بدمشق وصالة الحمدانية في حلب واللتين استضافتا مجموعة من المنافسات الدولية على صعيد الأندية والمنتخبات يبدو الوضع مختلفاً تماماً مع ملاعبنا الكروية التي تعيش منذ عدة مواسم بحالة متواضعة دون أن ترتقي لمستوى الطموح رغم عمليات الصيانة الدورية التي تخضع لها.
جميعنا يذكر تلك النهضة التي قادها رئيس الاتحاد الرياضي العام للارتقاء بالمستوى النوعي لصالاتنا السلوية، وهي نهصة تحسب للرجل الذي قطع عهداً على نفسه بإنعاش كرة السلة السورية، ولكن ومع عدم نكران هذا العمل المميز لا يمكن القول إن العمل الذي تم إنجازه في صيانة ملاعبنا الكروية يرقى لحجم التطلعات بحيث يشكل نقلة نوعية في تلك الملاعب لأن ما تم إنجازه ليس إلا ترقيع لعيوب تلك الملاعب دون إيجاد حلول جذرية لها رغم الوعود المكررة بذلك.
طبعاً ليس الهدف من هذه المقارنة إلقاء اللوم على أصحاب القرار بما يخص صيانة منشآتنا الرياضية ولا سيما ملاعب كرة القدم ولكن هو تحفيز الهمم ليكون العمل بما يخص منشآت اللعبة الشعبية الأولى موازياً في مستواه للعمل على صالات كرة السلة ولا سيما أن الوقائع تؤكد التأثير الكبير للبنية التحتية على مستوى مسابقات كل لعبة بصورة سلبية أو إيجابية.