تعزيز الارتباط وتبادل الخبرات.. التعليم الافتراضي تجاوز الزمان والمكان

حسين صقر:
من المعروف أن التعليم الافتراضي هو ببساطة أن يتلقى المتعلم عبر الإنترنت الجلسات التعليمية عن طريق مدرس أو أكاديمي، بدل التعليم الصفي أو المباشر ليتجاوز بذلك حدود الزمان والمكان، ويتحول إلى متلق عبر شاشة الحاسب أو الهاتف النقال.
وفي دراسة حديثة عن التعليم الافتراضي، عرّفوه بالقول: خلق منصات تعليمية افتراضية، تحقق دمج التكنولوجيا بالمجال التعليمي، من أجل تعزيز عملية التعلم وتعزيز العلاقة بين المحتوى وطريقة الحصول عليه، باستخدام الأدوات التكنولوجية.

مرونة وتكيف مع الظروف
«الثورة» التقت بعض الفعاليات واستطلعت آراءها عن التعليم الافتراضي، وقالت المدرّسة فدوى حسين: يتميز هذا النوع من التعليم بأجواء المحاكاة التي تكون خطرة في التعليم الواقعي، مثل التجارب المعقدة كما يحقق، المرونة القياسية في التعلم المتزامن، إذ يسمع المتعلم وفق ظروفه، وكذلك في اختيار المواد التعليمية المناسبة لحاجاته.
ومن ناحية أُخرى أكد المدرس علي زعيتر: أن التعليم الافتراضي يحد من هجرة العقول الشابة بحثاً عن قنوات معرفية جديدة، موضحاً أن هذا التعليم لا يتطلب وجود قاعات دراسية تقليدية، وبالتالي سوف يحقق أقصى طاقة استيعابية للطلاب.
سلبيات ومعوقات
وعن سلبيات التعليم الافتراضي قالت الطالبة سهى النعسان وهي في المرحلة الثانوية: إن عدم توفر الإنترنت بالدقة التي يتطلبها هذا التعليم يشكل عوائق في طريق المتعلم والمدرس في كل وقت، كما أن هناك صعوبة بالغة في مراقبة الأعداد الكبيرة من الطلبة الذين يتلقون المعلومات، وبالتالي صعوبة تقييم مكتسباتهم العلمية تقييماً حقيقياً.
كما قال كمال الراعي المشارك في هذا النوع من التعليم: إن أهم التحديات والمعوقات التي تواجه مثل هذا النوع من التعليم تعود إلى الصعوبة في توفير كادر تعليمي قادر على تولي مهام التدريس في صفوف افتراضية، ليكون مؤهلاً لاستخدام التكنولوجيا في أحدث صورها، وأضاف لا تقتصر المعوقات والتحديات على المعلم فقط، بل على المتعلم أيضاً الذي يمكن أن يتشتت انتباهه أثناء الدرس لصعوبة مراقبته جميع المتلقين.
الاغتراب وجائحة كورونا
الدكتور خالد كعكوش مدير مدرسة تركيز الافتراضية بدوره بين أنه رغم تطبيق التعليم الافتراضي في العديد من دول العالم المتحضرة، إلا أن التفكير بتنفيذ التعليم عن بعد بدأ في العديد من الدول أثناء جائحة كورونا والتزام أبنائنا الطلبة بمنازلهم، ثم تطور الأمر لاحقاً بعد لحظ حالة الاغتراب السوري ورغبة السوريين بتعليم أبناءهم المناهج السورية.
وأضاف نتيجة الرغبة بالحفاظ على العلاقة الوطنية بين السوريين في المغترب وبلدهم، كان التركيز على هذا النوع من التعليم والذهاب باتجاه تأسيس مدارس افتراضية تقدم خدمة التعليم عن بعد للسوريين والعرب الراغبين بدراسة المنهاج السوري المتطور، ولتنفيذ هذا المشروع وتقديم الخدمة بجودة عالية، لا بد من توفر البنية التحتية المناسبة وأهمها السرعة المناسبة للإنترنت وذلك محقق من خلال خدمة الفايبر نت المتوافرة في سورية، بالإضافة لتأمين أفضل أنواع الحواسيب والشاشات التفاعلية التي يتم التدريس من خلالها، موضحاً أنه لتتم تلك العملية بنجاح كان لا بد أيضاً من تدريب الكوادر التدريسية على التعليم عن بعد باستخدام معظم التقنيات المتطورة.
وأشار أن التعليم الافتراضي بات ضرورة ملحة دعمتها وزارة التربية بالسماح بترخيص المدارس الافتراضية ضمن الشروط والضوابط المرتبطة بالبنية التحتية وجودة الخدمة ومراقبة العمل ومتابعة الشؤون القانونية للمدرسة والمدرسين والطلاب بما يؤمن التزامات المدارس اتجاه الطلبة ويحفظ حقوقهم.
وأضاف تتم امتحانات المراحل الانتقالية عبر الإنترنت أما الشهادات فتتم امتحاناتها إما بالحضور إلى سورية أو في المراكز التي تؤمنها السفارات السورية في البلد المعني، لافتاً أن عدد الطلاب في الشعبة المدرسية يجب ألا يتجاوز ثلاثين طالباً ما يؤمن تلقي الخدمة بالشكل الأفضل ويؤمن أيضاً قدرة المعلم على التدريس بالشكل الأفضل.
بيئة تعلم مرنة ومفتوحة
من ناحيته قال الأستاذ عماد هزيم مدير التعليم في وزارة التربية: تتركز مبادئ التعلم الافتراضي على تفريد التعليم والتعلم الذاتي والتفاعلية والحرية وسرعة التعلم والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى الإتقان في الأداء وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف، مشيراً أن من إيجابيات التعلم الافتراضي أنه يحقق بيئة تعلم مرنة ومفتوحة وغنية بأدوات الاتصال المتعددة التي تشجع المتعلم على التفاعل مع أنشطة التعلم وفاعلية المتعلم مع متعلمين آخرين ومع المعلمين وغيرهم، وإمكانية الوصول إليه في أي وقت وأي مكان فضلاً عن أنه يحقق المتعة في التعلم ويحقق تكافؤ الفرص واستمرارية التعلم والتعلم الذاتي والتعاونية وإثراء المتعلم بخبرات متعددة وإمكانية التقييم عبر الإنترنت والتفاعل بين الثقافات.
الجانب المهاري والمعرفي
وأضاف أن التعلم الافتراضي يركز على الجانب المهاري والمعرفي، نتيجة ضرورة اتقان المعلم للمهارات التقنية وتصميم المواقف التعليمية والبرمجيات، ولهذا فالرأي التربوي في التعلم الافتراضي يؤكد على تطبيق التعلم الافتراضي جاء كأحد البدائل لحل المشكلات التي يواجهها التعليم ولرفع مستوى جودته وزيادة فعاليته فهناك من يؤكد أن التعلم الإلكتروني سيحقق للمتعلم قيماً ومهارات لم يحققها التعلم التقليدي، لأنه مبني على مشاركة الفرد في نشاطات التعلم بخلاف الطرق التقليدية في التعليم وسيكسب المتعلم مهارة كيفية التعلم ما يغرس في نفسه قيم المبادرة والتعلم مدى الحياة والاستقلالية والدافعية والقيم المناسبة للتعلم.
وعلى العكس هناك فئة ترى أن التعلم الإلكتروني يفتقر إلى النواحي الواقعية ويحتاج إلى لمسات إنسانية بين الطالب والمعلم، فالأحاسيس والمشاعر من الصعب إيصالها عبر الإنترنت، والحضور الجماعي للطلاب أمر مهم لكونه يعزز العمل المشترك ويغرس قيماً تربوية بصورة غير مباشرة يتعلمها المتعلم من المعلم عن طريق القدوة والعلاقات المباشرة بين أفراد العملية التعليمية.
تعويض الفاقد التعليمي
من ناحيتها أكدت بشرى مسعود مديرة الترويج الإعلامي في وزارة التربية: أنه في خطوة تربط الطلاب خارج سورية بوطنهم الأم، سمحت وزارة التربية بالترخيص لعشرين مدرسة افتراضية وذلك عقب افتتاح خمس منصات تربوية إلكترونية وفق خطة عمل منظمة تسهم بتعويض الفاقد التعليمي وتربط الطلاب خارج سورية بوطنهم الأم من خلال تعلم منهاجهم الوطنية وتعزيز مهارات لغتهم العربية، وبما يساعد على زيادة الناتج المعرفي وتطوير المهارات بأشكال حديثة مطوّرة وإبداعية، وتسهيل عملية مشاركة هذا الناتج بين مختلف شرائح المجتمع.
خمس منصات
وأضافت: عملت وزارة التربية منذ أكثر من خمس سنوات على افتتاح منصات تربوية إلكترونية، بدأت بثلاث منصات في دمشق ثم واحدة في طرطوس وأخرى في حماه، وعلى مدار سنوات تمكنت تلك المنصات من تعويض الفاقد التعليمي للطلاب خاصة خلال فترة الحرب العدوانية وجائحة كورونا وأصبحت مصدراً موثوقاً للحصول على المعلومات والإجابة عن التساؤلات العلمية المختلفة من خلال خبراء على مدار الوقت.
كما تشمل المنصات وفق ما ذكرته مسعود قاعدة معطيات معرفية صريحة تضم المناهج التربوية ومصادر التعلّم» كتب إثرائية وعروض تقديمية…الخ» ، إضافة للمؤتمرات العلمية والمشاركات التفاعلية التعليمية التربوية المرئية والسمعية، والنقاش من خلال الشبكة «مدارس افتراضية Webinar» من أجل نقل المعرفة واكتساب المهارة وتبادل الخبرات.
أبرز خدمات المنصات
وأوضحت مديرة الترويج الإعلامي أن المنصة التربوية السورية 2017 (sep.edu.sy) تعنى بالصفوف من الأول وحتى الثالث الثانوي.
_المنصة التربوية السورية للتعلم المبكر 2017 (sepal.edu.sy)
_ منصة دمشق التربوية 2019 (dep.edu.sy) وهي المنصة التي تعتمد الطالب محوراً للعملية التربوية حيث يقوم الطلاب بتحضير الدرس وبثه والمدرس ميسر لعملهم.
_ منصة حماة التربوية 2022 (hep.edu.sy).
_منصة طرطوس التربوية 2022 (tep.edu.sy).
وأشارت مسعود أن الخدمات التي تقدمها المنصات التربوية هي: دروس مصورة لمحتوى المناهج المطورة « متزامنة وغير متزامنة»، وأنشطة تفاعلية تعليمية، ومصادر تعلم، وجلسات امتحانية، وخدمة الأسئلة، بالإضافة لخدمة التواصل مع مؤلفي المناهج للإجابة على أسئلة الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور من خلال (مناقشة مباشرة على البث المباشر – سكايب خاص بكل منصة – بريد إلكتروني – اتصال هاتفي)، كتب تفاعلية واختبارات إلكترونية، وتطبيق موبايل استعد للصف الأول، ومحرك بحث خاص بالمعرفة، وأفلام كرتون تعليمية.
عشرون مدرسة افتراضية
ونوهت أنه خلال العام الماضي خطت الوزارة خطوات متسارعة لمواكبة التطورات العالمية واستثمار التكنولوجيا فكان الترخيص لعشرين مدرسة افتراضية بمختلف المحافظات لتؤسس تلك الخطوة لعالم جديد من التعلم والانتماء الوطني، حيث تمكنت تلك المدارس من تنمية مهارات الطلاب السوريين من مختلف دول العالم وخلق شبكة من التعاون العلمي والتفاعل التربوي والاجتماعي وتبادل الخبرات وتعزيز ارتباط الطلاب بوطنهم.

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص