رشا سلوم:
مازالت الرواية ديوان العصر الحديث وعلى ما يبدو فإنها سوف تبقى طويلاً تشغل بال الدارسين والنقاد ..
والتنظير لها لم ولن ينقطع تأليفاً ولا ترجمة..
وقد قدمت الهيئة العامة السورية للكتاب خلال الفترة الماضية العديد من الكتب في هذا المجال ..
آخرها كتاب (مدخل إلى النظريات الكبرى في الرواية)، تأليف: بيير شارتييه. ترجمة: عدنان محمد، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023
ومما يراه المؤلف أن النتاج الروائي عرف في الجزء الأخير من القرن العشرين وفرة غير عادية، سواء أكان ذلك في أوروبا، أم في الولايات المتحدة، أم في أمريكا الجنوبية، أم في اليابان. ما هي الأسباب الحقيقية لهذه الوفرة؟ لماذا فرض هذا الجنس الأدبي نفسه بوصفه الشكل المميز للكتابة؟
في الواقع جعلت الرواية نفسها حرة في أسلوبها، وفي موضوعاتها، أكثر من أي شكل آخر من دون قسر من مرجع لقواعد شعرية أو لممنوعات اجتماعية أو سياسية أو دينية.
في هذا العمل، أعاد المؤلف رسم التأثيرات الفرنسية والأجنبية التي أتاحت للرواية أن تكسب ازدهارها عن طريق فلاسفة مثل أرسطو وهيغل، وكتّاب مثل هوبيت وفاليري.
وكانت قد أشارت زينة صالح في موقع وسط الى أن من أكثر الكتب ترجمة حلّ كتاب النظريات الكبرى في الرواية ، والذي أُضيفت له حين الترجمة كفردة “مدخل”.. في رأس قائمة الكتب الفرنسية المترجمة في العقدين 2000 و 2010 وصولاً إلى عام 2020. وقارئ الكتاب، يمكنه اكتشاف أهميته وسبب الإقبال على ترجمته في سورية وباقي دول العالم، حيث جعلت الرواية نفسها حرة في أسلوبها، وفي موضوعاتها، أكثر من أي شكل آخر، من دون قسر من مرجع لقواعد شعرية أو لممنوعات اجتماعية أو سياسية أو دينية، فالشعر يكون في الغالب مقيداً بأوزان وقوافٍ، وربما موانع “تابو” دينية أو سياسية أو جنسية.
وفي هذا الكتاب، تمكّن مؤلفه البروفيسور من رسم التأثيرات الفرنسية والأجنبية التي أتاحت للرواية أن تكسب ازدهارها عن طريق فلاسفة مثل أرسطو وهيغل، وكتّاب مثل هوبيت وفاليري.. وهي تأثيرات يمكن أن تخضع لها أيضاً الرواية العربية.
محطات
-البروفيسور بيير شارتييه من مواليد فرنسا 1941.
-درس في مدرسة إيكول نورمال- في سان كلود.
-تخصص في تاريخ الآداب- جامعة باريس ديدرو- والسوربون.
-أصبح أستاذ “الأدب الحديث” في جامعة باريس.
-نالت كتبه غير مرة جائزة “Vies de Diderot” الصادرة عن الأكاديمية الفرنسية.
-ترأس جمعية Société Diderot حتى عام 2016.
-من مؤلفاته إلى جانب كتاب ” النظريات الكبرى في الرواية”.. الروايات العظيمة- قوة الخرافات- الحقيقة في الأدب..
ويقع الكتاب في أكثر من ٣٠٠ صفحة من القطع الكبير ويقدم عبر مجموعة من الفصول دراسات مهمة تحفر عميقاً في المشهد الروائي العالمي ولاسيما الفرنسي .
وتاتي أهمية الكتاب من كونه يمثل نقداً تنظيرياً وتطبيقياً يشمل الرواية بمختلف ألوانها وأجناسها.
إذاً الرواية فن الحكي والقص فن ازدهار الخيال ولهذا ستبقى الأكثر قرباً الى أغوار النفس البشرية فهي بحر لايضيق بأي سرد يكون .