سعاد زاهر:
ثلاثة محاور رئيسية يمكن اعتمادها في دراما هذا العام، أولها غياب المسلسلات الاجتماعية التي لطالما تميزت بها الدراما السورية على غرار “الفصول الأربعة، مسافة أمان، الندم.
غياب هذا النوع ليس وليد الموسم الحالي بل منذ عدة سنوات شكل فجوة تتعمق سنويًاً لصالح أنواع أخرى” بوليسي، أكشن، بيئة شامية”.
الملمح الدرامي الثاني، استمرارية دراما البيئة الشامية وفي هذا الموسم تميزت مسلسلات درامية ثلاثة انصرف إليها أهم الكتاب والمخرجين ليلتحقوا بركب صناعة أصبح لها مختلف أدواتها وسماتها.
المسلسلات الثلاثة هي ( مربى العز، زقاق الجن، العربجي) عدا عن المسلسلات التي سبق أن عرضت في أجزاء متسلسلة مثل ( حارة القبة، باب الحارة).
في مسلسلات الموسم الحالي كان من الواضح الاشتغال على حكاية تتماهى مع البيئة الشامية لكنها تقدم مقترحاً درامياً مختلفاً كما بدا واضحاً في مسلسل مربى العز ( نص علي الصالح، إخراج رشا شربتجي، تمثيل:عباس النوري، سوزان نجم الدين، أمل عرفة، محمود نصر الدين، نادين خوري، وفاء موصلي.
حكاية العمل الأساسية خطف ثلاثة أطفال من حارات ثلاث هي :حارة الورد، المشرقية، العسلية، ولكل حارةٍ زعيمٌ، الأمر الذي يولد صراعات مشوقة تمسك بالمتلقي حتى نهاية العمل.
في كل موسم درامي أصبحت دراما البيئة الشامية وجبة أساسية لايمكن الاستغناء عنها، لها صناعتها وأدواتها، ونجومها وحتى ديكورات خاصة بها، ويرغب بها المنتجون لأنها لاتعاني من صعوبات التسويق والعرض، والعديد من المحطات الهامة تصر على أن تكون ضمن وجبتها الرمضانية.
واليوم مع انتهاء الموسم الرمضاني نلاحظ أن استمراريتها مضمونة في مواسم تالية.
الملمح الثالث والذي بدا واضحاً في موسم العام الحالي، الاتجاه نحو اختصار عدد الحلقات ففي عدة أعمال من الدراما المشتركة مثل ( تغيير جو، الهرشة السابعة، وأخيراً) اختصرت حلقاتها لتصبح (١٥) حلقة، وعلى مايبدو إنه نهج سوف يتبع موسمياً)، الأمر الذي يتيح لنا تنوعاً كبيراً في المشاهدة.
أخيراً من الواضح أن درامانا هذا العام عاشت تنوعاً مهماً، وحضوراً مختلفاً على مختلف القنوات المحلية والعربية وتمكنت من ترك بصمة خاصة بها رغم كل ما مرت به.