عبير علي:
تُخلق الموهبة الفطرية مع الإنسان، يعمل على تطويرها وصقلها ليبدع من خلالها فناً جميلاً يحمل رسالة الفنان وثقافته وهويته إلى العالم، هذا ما عبّر عنه النحات أسامة إسماعيل في حديث لصحيفة الثورة مؤكداً أن حبه وشغفه لنحت وحفر الخشب دفعه إلى تطوير أدواته بنفسه لتتماشى مع المنحوتات التي يقدمها، فقد صنع «مخرطة» لخراطة الخشب باستخدام محرك «ماكينة خياطة»، وعدّل عليه وطوّره فيما بعد لمحرك صناعي كبير وألة تقوم «بسنفرة» الخشب.
ويشير في حديثه إلى أن حرفته لا تقتصر على استخدام نوع معين من الخشب، وإنما يبدع في التعامل مع جميع الأنواع وخاصة الزيتون بصفته مميزاً ومقاوماً للماء الساخن، فيصنع منه صحون ضيافة بأحجام مختلفة وعشوائية، وعصارة ليمون وملاعق خشبية ومصاصات متة، والعديد من الأدوات الأخرى، ولا يطليها بلون وإنما يعتمد على ألوان الخشب الطبيعية وبعض الزيوت التي تطلى بها المنحوتات للحماية.
ويؤكد أن على النحات التحلي بالكثير من الهدوء والصبر لما تتطلبه بعض المنحوتات من دقة وجهد كمنحوتات الورود والأشكال الفنية التزينية الصغيرة التي توضع في الصالونات، وقد برع في صناعة ونحت «انترسا» وهي عملية تجميع أنواع مختلفة من قطع الأخشاب بحيث تظهر تفاصيل الشكل المراد، كالفراشة والغزلان والحصان والسلحفاة، كما يقوم بصناعة أليات يجعلها تتحرك كما في حالتها الطبيعية مثل «السيارات،الشاحنات، الطائرات، السفن، وآلات هندسية»، ومن أعماله أيضاً لوحات مكتبية كحفر الأسماء وصناعة الساعات الخشبية الجدارية واللوحات الجدارية كخريطة العالم، إلى جانب قيامه بصناعة بعض أشكال الهدايا كعلب المجوهرات وسلل الفواكه وأجهزة إنارة خشبية متنوعة، ويشير إلى أنه يستلهم معظم أفكاره من مخيلته أو يستعين بالأنترنت أو أنها تأتي تلبية لطلبات الزبائن.
ولم يخف إسماعيل وجود بعض الصعوبات التي يعاني منها في هذه الحرفة بما فيها مدى توافر الكهرباء والكلف العالية للمواد المستخدمة، مما يجعل المنحوتات غالية الثمن مقارنة بالمنحوتات الجاهزة المصنعة آلياً والموجودة في الأسواق.
السابق