تتميز العلاقات السورية الإيرانية أنها راسخة ومتينة وهو أمر بدا واضحاً وجلياً خلال السنوات الأخيرة والتي شهدت الحرب الكونية على سورية ونتج عنها تبلور الحلف المناهض للولايات المتحدة الأميركية والغرب والكيان الصهيوني ومن هنا فإن الزيارة الحالية للرئيس الإيراني إلى سورية تكتسب أهميتها من خلال أنها خطوة مهمة تجاه تعزيز هذه العلاقة خاصة في المجالات الاقتصادية لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين…
الرئيسان الأسد ورئيسي وعلى هامش الزيارة وقعا مذكرة التفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.. كما جرى بحضور الرئيسين توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجال الزراعة والنفط و النقل والمناطق الحرة والاتصالات وعدد من المجالات الأخرى.
الرئيس الأسد خلال الإفادة الصحفية عقب توقيع الاتفاقيات قال: “كان هناك حيز هام للعلاقات الاقتصادية في نقاش اليوم، ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها، والمشاريع التي تمت مناقشتها، وهي كثيرة وعديدة ستعطي دفعاً كبيراً لهذه العلاقات عبر تطوير آليات ترفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين وتخفف من آثار العقوبات المفروضة علينا مستفيدين من تغير الخارطة الاقتصادية للعالم وانتقال التوازن تدريجياً باتجاه الشرق والذي من شأنه أن يحرر الاقتصادات الدولية من هيمنة الغرب ويفقد الحصار مفاعيله تدريجيا”ً.
بدوره الرئيس الإيراني تحدث قائلاً: “بحثنا تطوير العلاقات في كافة المجالات، ونحن عازمون على تطوير العلاقات بيننا وبين دول المنطقة.
كما أن كافة مذكرات التفاهم خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية يمكن أن تصب في صالح البلدين وفي توسيع العلاقات بينهما”.
على الرغم من كافة التحديات والضغوطات وحتى المغريات لاتزال العلاقات السورية الإيرانية تسير نحو مزيد من التشبيك والتوثيق وهي اليوم تنتقل إلى مرحلة الاستراتيجيا في المستوى والذي تحدث عنه الرئيس الأسد استراتيجيا طويلة الأمد فلا مجال اليوم للتراجع أو المراوحة في المكان إلا أنه ثمة تحديات لها علاقة بضرورة التعامل بمرونة وشفافية تجاه إنجاح هذه الاتفاقات لضمان تحقيق النتائج المرجوة والتي ستنعكس على الشعبين والبلدين فظروفنا متشابهة من حيث الحصار والمقاطعة ومن المؤكد أن التنسيق والتشبيك سيتيح المزيد من الإمكانات للطرفين ويحقق قيمة مضافة نحن في أمس الحاجة إليها…