الثورة – فؤاد الوادي:
جرائم الاحتلال المتصاعدة لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني في مواصلة التصدي للإرهاب اليومي الذي تمارسه قوات الاحتلال التي جددت عدوانها اليوم على نابلس، وارتكبت مجزرة جديدة راح ضحيتها ثلاثة شهداء، فجاءت عملية الرد سريعاً من خلال عملية بطولية في بلدة حوارة جنوب المدينة نفذتها شابة فلسطينية، وأسفرت عن إصابة أحد جنود الاحتلال، فيما ارتقت الشابة برصاص الاحتلال.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن إيمان عودة 26 عاماً وصلت إلى حاجز لقوات الاحتلال على دوار عينابوس في بلدة حوارة جنوب نابلس، وتمكنت من طعن جندي قبل إطلاق الرصاص عليها، ما أدى إلى إصابتها إصابة خطيرة في الصدر.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى الشابة، وتركتها تنزف حتى ارتقت شهيدة.
وبذلك يرتفع عدد العمليات البطولية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري إلى 19 عملية رداً على جرائم الاحتلال مستهدفة إياه في «تل أبيب» والقدس ومناطق عدة بالضفة أسفرت عن مقتل 19 مستوطناً وجندياً للاحتلال، وإصابة أكثر من 50.
وكان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا وأصيب 166 صباح اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة في نابلس.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة البلدة القديمة في نابلس، وحاصرت منزلاً في حارة الياسمينة، واستهدفته بوابل من الرصاص والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين داخله، هم حسن قطناني ومعاذ المصري وإبراهيم جبر، وإصابة آخرين، كما منعت قوات الاحتلال الطواقم الطبية من الوصول إلى المنطقة المحاصرة.
وأوضح مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل أن عدوان الاحتلال أسفر إضافة إلى ارتقاء الشهداء الثلاثة عن إصابة 166 فلسطينياً، أربعة منهم بالرصاص، و10 برضوض وكسور، و152 بحالات اختناق بقنابل الغاز السام، بينهم طلبة مدارس.
وكان قطناني والمصري نفذا في السابع من الشهر الماضي عملية بطولية في منطقة الأغوار أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين.
ونعت فصائل المقاومة الفلسطينية شهداء نابلس، مشددة على أن اغتيال الاحتلال لأبطال المقاومة لن يحد من عملياتها أو يوقف مدها المتصاعد بل ستمضي بكل عزيمة وإصرار رداً على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
إلى ذلك داهمت قوات الاحتلال بلدتي بيت ريما والنبي صالح شمال غرب رام الله وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة تسعة بجروح والعشرات بحالات اختناق، فيما قامت باعتقال تسعة فلسطينيين خلال اقتحامها عدة أحياء في مدينتي رام الله وجنين ومخيم نور شمس في طولكرم ومنطقة بريضعة ومخيم الدهيشة، وبلدة بيت ساحور في بيت لحم.
وفي سياق اعتداءات المستوطنين، فقد هاجم العشرات منهم، اليوم رعاة فلسطينيين وقتلوا وسرقوا عدداً من الأغنام في مسافر يطا جنوب الخليل.
كما اقتحم عدد آخر من المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بأن المستوطنين اقتحموا «الأقصى» من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدَّوا طقوساً تلمودية في باحاته، وقرب أبوابه.
في غضون ذلك، طالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه اليومية بحق الشعب الفلسطيني، وعدم الاكتفاء بسياسة الاستنكار.
ونقلت وكالة وفا عن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قوله في بيان اليوم: إن استمرار التصعيد الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم سيفجر الأوضاع في المنطقة، وسيدفعها إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها.
بدوره أشار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى أن جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين لا تتوقف بل تستمر على نحو أكثر ترويعاً وأشد تقتيلاً باستهداف الأطفال والنساء والشيوخ والشبان، مطالبا المجتمع الدولي بتوحيد المعايير، ومحاسبة الكيان الإسرائيلي على جرائمه المروعة.
من جانبه أوضح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه المدن والبيوت الفلسطينية لتنفيذ اغتيالات ومداهمات واعتقالات هو الإرهاب بعينه، داعياً المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته، واتخاذ مواقف جدية بعيداً عن لغة الإدانات لوقف هذه الجرائم.
