الثورة – راغب العطيه:
تتواصل الاشتباكات المتقطعة في السودان بالرغم من تمديد الهدن، حيث لا يزال يسمع في الخرطوم دوي الانفجارات وإطلاق النار لليوم العشرين من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط مخاوف من تمدد الأزمة خارج السودان.
ورغم إعلان «اتفاق مبدئي» لتمديد الهدنة التي لم تُحترم، فإنّ «المواجهات والانفجارات» مستمرة في الضاحية الشمالية للخرطوم.
ومنذ بدء المواجهات بين طرفي الصراع يعيش سكان العاصمة، على وقع القصف، ولتجنّب الرصاص الطائش، يلازمون منازلهم التي تفتقر إلى المياه والكهرباء مع تضاؤل مستمر للمال والغذاء.
ومنذ 15 نيسان ، أسفر القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن سقوط 550 قتيلاً وخمسة آلاف جريح، بحسب بيانات لوزارة الصحة يعتقد أنّها أقل بكثير من الواقع.
وبات أقلّ من مستشفى واحد من أصل خمسة في الخرطوم قيد الخدمة مع شبه انعدام للخدمات الاستشفائية في إقليم دارفور (غرب).
وأجبرت المعارك أكثر من 335 ألف شخص على النزوح ودفعت 115 ألفاً آخرين إلى اللجوء لدول مجاورة، وفق الأمم المتحدة التي تخشى بلوغ ثمانية أضعاف هذا العدد من اللاجئين.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، إنّ «يمكن القول إننا أخفقنا في منع اندلاع الحرب التي فاجأت المنظمة الأممية».
وأشار غوتيريش، إلى أن هدنة جديدة بين الطرفين المتقاتلين دخلت حيز التنفيذ اليوم الخميس بوساطة رئيس جنوب السودان.
وفي مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً بمنأى عن أعمال العنف، يحاول منسّق عمليات الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، إعادة تنظيم مخزون الإمدادات بعد تعرضه لعمليات نهب كبيرة، مطالباً بضمانات أمنية «على أعلى مستوى» لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك.
من جهته، أشار المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى تعرّض مستشفى في الخرطوم لغارة جوية، موضحاً أنّ قوات الدعم السريع «تشنّ هجمات في مناطق سكنية مكتظة».
وأعلن جنوب السودان الذي غالباً ما يقوم بوساطة في السودان أنّ طرفي النزاع وافقا على هدنة «من 4 الى 11 أيار.
وأعلن الجيش السوداني موافقته على الهدنة شرط أن تلتزم بها قوات الدعم السريع التي لم تعلق على الأمر.