الثورة – رولا عيسى:
شكلت الاتفاقيات التي وقعها السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تتويجاً جديداً وتوطيداً مستمراً للعلاقات الاقتصادية الثنائية المشتركة بين البلدين المتعلقة بمذكرة التفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك ما تم توقيعه من اتفاقيات التعاون في مجال الزراعة والنفط والنقل والمناطق الحرة والاتصالات وعدد من المجالات الأخرى.
المحلل الاقتصادي فاخر القربي اعتبر في حديث للثورة أنه كان للعلاقات الاقتصادية السورية الإيرانية خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية أثرها الكبير في مواجهة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على سورية، ولا تزال هذه العلاقات تأخذ مساراً تصاعدياً يتمثل في المنعطف التاريخي المهم من خلال توقيع الاتفاقيات الاقتصادية خلال زيارة الرئيس الإيراني لسورية حيث تمثل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين عمق العلاقة التاريخية والمتجذرة بين البلدين من جهة وتحدٍ قوي لمواجهة العقوبات الأميركية أحادية الجانب.
وتوقع أن تشكل تلك الاتفاقيات فضاءً استثمارياً كبيراً ورحباً يحقق المزيد من العوائد المادية وفرص العمل وانفراجاً اقتصادياً ومعيشياً من كافة الجوانب يسهم في تخفيف المعاناة عن المواطن السوري في حياته المعيشية اليومية.
ورأى المحلل أن العلاقات الاقتصادية بين سورية وإيران شهدت تطوراً ملحوظاً في ظل الوئام السياسي الذي ساد بين البلدين إلى أن بلغت أوجها بين عامي 2000 و2010، وأشار إلى أنه مع بدء الأزمة السورية بقي النشاط الاقتصادي بين البلدين مستمراً ليأخذ أشكالاً جديدة يتمثل بتوقيع العديد من الاتفاقيات بداية عام 2012 ومنها اتفاقية التجارة الحرة وخفض الحواجز الجمركية تدريجياً وصولاً للعام 2019 وتوقيع 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين .