رئيس فرع التدريب في الكلية السياسية العسكرية للثورة: الشهداء أهم مفاتيح النصر في حياة الشعوب المناضلة

الثورة – حوار غصون سليمان:

للشهادة فلسفة روحية خاصة.. عبقها يبحر في النفوس النقية التي اقتحمت الموت، وهي مدركة أن خيار الكرامة، وسلم الرفعة، ومدارج المجد طريق لا يسلكه إلا الأباة.
فهي الكنز الذي لا يفنى في الوجدان، والضمير الذي لا يموت، هي صحوة البقاء وعطر الذكرى.. جسد فعلها في قاموس الوطن بأن الشهادة حياة ومن لا يحيا في وطن عزيز كريم ويدافع عنه بما يملك من نفائس الأرواح والأجساد حين يتطلب الواجب كأنه لم يعش..
هي عظمة النداء، وقبلة الروح، والسلوك القويم الذي لا يغلبه يأس ولا يناله إحباط ولا يغافله متعثر.
اليوم وبعد مرور مئة وسبعة أعوام على تاريخ ذكرى منارات النضال من رجالات سورية الوطنيين الذين قهروا إلى جانب الشعب المقاوم صلف ووحشية وإجرام وإرهاب الاحتلال العثماني البغيض الذي ما توانى يوماً عن القتل والتنكيل وسلب مقدرات أبناء الشعب العربي السوري.
ولأن فعل الأبطال في ميزان الحق كان الأقوى في فضاء الباطل العثماني كانت “فرامانات السفاح” تفجر حقدها عبر أعواد المشانق في رؤوس أعمدة النور وقناديل الضياء.. شهداء السادس من أيار عام ١٩١٦ في دمشق وبيروت .
ولأن الحاضر استمرار للماضي نطل في هذه الذكرى الغالية من معاقل الشرف والإخلاص أبناء المؤسسة العسكرية رجال الجيش العربي السوري الذين صانوا الأمانة بالعرق والدماء الطاهرة، لنقف وإياهم على تخوم الحقيقة التي جسدوها قولاً وفعلاً.. الشهادة أو النصر.
في رحاب هذه الذكرى كان لصحيفة الثورة شرف اللقاء مع سيادة العميد الركن علي الشيخ رئيس فرع التدريب في الكلية السياسية العسكرية للوقوف على ماهية مفهوم الشهادة وما تحمله هذه الكلمة في طياتها من دلالات ومعانٍ..
بداية يؤكد بأن الشهادة هي عالم الأكوان الظاهرة ويقابلها عالم الغيب.. وأن الشهيد ذاك الذي لا يغيب شيء عن علمه وهو من أسماء الله الحسنى.. فيما الشهادة هي إدلاء المرء بما رآه.. والشهادة هي الموت في سبيل الله والوطن.
وأضاف لقد آمنا بالشهادة لأننا أبناء القائد المؤسس حافظ الأسد صاحب الفكر الاستشهادي راعي الشهادة والشهداء، وازددنا إصراراً على التضحية في سبيل العزة والكرامة والسيادة، ونحن اليوم تحت راية السيد الرئيس بشار الأسد، الذي بسلوكه وتوجيهاته نزداد إيماناً وإصراراً وتمسكاً بالشهادة طريقاً إلى تحقيق النصر المؤزر واستعادة ما اغتصب من حقوقنا.
ولعل ما يهمنا من هذه المعاني كلها هو الموت في سبيل الوطن وإحقاقاً للحق، ومنعاً للظلم ودفاعا؟ عن تراب الوطن ومقدساته.
ومن خلال استعراضنا للمعاني السابقة للشهادة نرى أنها أخذت معاني متعددة ولكنها تحمل معنى إيجابياً، بل معنى رفيعاً في مدلول اللغة وفي عرف المجتمع وجميعها تدل على معنى المشاهدة التأكيدية.
حيث المعنى الذي نحن بصدده أي الموت في سبيل الوطن، وبالتالي نتحدث هنا عن حقيقة مطلقة لا يرقى إليها الشك بأن الإنسان وصل إلى مرحلة تقديم نفسه، وهي أغلى ما يملك في الوجود مقابل انتصار العقيدة أو الدفاع عن تراب الوطن ومقدساته.
التضحية أعظم وثيقة..
وأضاف أنه عندما يندفع الإنسان في ساحة المعركة رغم وجود خطر الموت لا يمنعه شيء عن تحقيق الهدف الذي هو النصر، أو أن يقتل وينال شرف الشهادة.. وهل هناك شهادة أو وثيقة أمام الله وأمام الناس أعظم من أن يقدم الإنسان نفسه رخيصة في سبيل عقيدته وأرضه ومقدساته.. وهكذا نرى أن هذا المعنى للشهادة حمل تفسيراً قطعياً موثقاً بالدم.
روح الإخلاص للوطن..
*وعن المهام المطروحة أمام مؤسسة الجيش وخطة العمل للمحافظة على دماء الشهداء التي بذلت من أجل تحرير الوطن يقول العميد الركن الشيخ أن المهام المنوط بها على صعيد المؤسسة العسكرية هو تربية المقاتلين على روح الإخلاص للوطن والواجب العسكري، والإيمان بعدالة قضية الصراع ضد أعداء الوطن، إلى جانب تعزيز شخصية المقاتل وتقوية روح الانضباط العسكري وتنفيذ أوامر القادة دون تردد والاستعداد للتضحية في سبيل الوطن.. ومن مهام عقيدة الجيش أيضاً تربية المقاتلين على روح التقاليد النضالية، والشعور بالمسؤولية والتضحية في سبيل الواجب، أيضاً تربيتهم على الشجاعة واليقظة الدائمة والحفاظ على أسرار الدولة العسكرية والحفاظ على الجاهزية القتالية الدائمة.
ومن المهام الأخرى المطروحة على مؤسسة الجيش هو تربية المقاتلين على الاستخدام المتقن للسلاح وغرس الثقة في نفوسهم بقدرة السلاح والعتاد القتالي الموضوع بين أيديهم، والاهتمام المستمر بتأمين المقاتلين بالاحتياجات اللازمة ودراسة العناصر الملتحقة حديثا بالوحدات. مع أهمية تنمية روح الجماعة، وأخوة السلاح وإقامة علاقات متبادلة صحيحة، وضرورة الكشف عن دعاية العدو وتضليله وكشف مآربه وعدم الثقة به فهو عدو لا يؤتمن جانبه.
*تكريس الاستشهاد كقيمة عليا..

أما كيفية المحافظة على دماء الشهداء التي بذلت من أجل تحرير الوطن على مدى سنوات النضال الوطني. يشير سيادة العميد الركن على أن فكر وعقيدة الجيش العربي السوري تربت على تمثل قيم الشهادة في الدفاع عن الوطن وتكريس الاستشهاد كقيمة عليا في المجتمع وضرورة أساسية لكل كفاح وطني ضد الغزاة المستعمرين، وهي القاعدة الأساسية التي لا غنى عنها ولا بديل لها في حماية الوطن وتحرير الأرض المحتلة، وحث المقاتلين على المزيد من التدريب والعمل والمحافظة على استعدادهم للتضحية والشهادة في سبيل الوطن، وترسيخ قيم البطولة والواجب والشرف في سبيل الدفاع عن قضايا الأمة العربية في وجه التحديات والأخطار التي تواجهها من أجل عزة وكرامة الشعب العربي الذي رفض الظلم والاحتلال، ودافع عن القيم العربية الأصيلة التي تحث الإنسان العربي على رفض الذل والمهانة والتمسك بقيم الرجولة والشهامة، وتربية الأجيال على هذه المبادئ والقيم.
القوات المسلحة درع الوطن..
وبين أن غرس قيم المجد والفخار لقواتنا المسلحة في نفوس المقاتلين تتجلى من خلال الانتصارات التي حققها من أجل السير على هذا الطريق النضالي، وغرس الثقة لدى المقاتلين بسلاحهم وعتادهم وقادتهم، لأن القوات المسلحة هي درع الوطن والمدافعة عن أرضنا وحقوقها وان آمال شعبنا العربي معلومة عليها في تحرير الأرض المحتلة، لأن جيشنا منذ نشأته اختار أن يكون جيش العرب، واختيار هذا الطريق لا يسلكه إلا الرجال المؤمنون الصابرون القادرون على تحمل الصعاب وبذل التضحيات في سبيل الواجب القومي المقدس.
*سيادة العميد ما الهدف والغاية من إعدام رجالات الوطن من قادة الفكر والرأي صبيحة السادس من أيار عام ١٩١٦.
تذكر لنا وقائع التاريخ بأن الجيش التركي حين فشل بغزوه منطقة سيناء في مصر بزعامة جمال باشا السفاح ومني بإبادة شبه كاملة لجيشه وقواته على يد الأحرار من أبناء الكرامة لم يهن هذا الأمر على السفاح جمال باشا حيث أدرك أن انهيار السلطنة العثمانية هو ما يتمناه العرب والسوريون، وأن العصب المحرك للتحريض على النضال الوطني ضد المحتل التركي ومقاومته بكل الوسائل المتاحة هم قادة الفكر والرأي المتنورين من رجالات الوطن الذين كان لهم الفضل الكبير في المقاومة والممانعة ورفض الممارسات الوحشية التي كأن يقوم بها الولاة والسلاطين العثمانيين في بقاع الوطن .. ولكي يشفي السفاح العثماني غليله والانتقام من كوكبة كبيرة من قامات سورية الوطنية ومن مختلف المستويات أصدر فرماناً بإعدام تلك الكوكبة من الوطنيين الأحرار صبيحة السادس من أيار عام ١٩١٦ في دمشق وبيروت رغم أن المحتل والغازي التركي لم يتوقف عن سياسة الإعدامات والقتل والتنكيل طيلة احتلاله لبلادنا على مدى ٤٠٠ عام.
تجسيد للغيرية والوطنية..
وإذا ما سألنا كيف جسد الجيش العربي السوري وقواتنا المسلحة روح الانتصار في سبيل الدفاع عن الشعب وتراب الوطن.
يقول رئيس فرع التدريب.. لقد تربينا في سورية على نهج القائد المؤسس حافظ الأسد بأن الشهادة هي تجسيد للغيرية والوطنية لأن الشهيد وجد حياته في حياة الآخرين، ورأى وجوده في وجودهم، حيث الشهادة فعل خارق للبطولة الإنسانية يمارسه الشهيد من خلال وعي كامل وتصميم إرادي واضح، وهذان الفعلان المتميزان أي الإرادة والوعي هما اللذان يجعلان الفارق جذرياً بين مفهوم الشهادة وحدث الموت.
ففي الوقت الذي يمثل فيه الموت فعل انكفاء فإن الشهادة تختصر الحياة والوجود وتسمو بها إلى أعلى المراتب لتصل إلى حياة جديدة هي الخلود.
وأضاف بأن الشهادة هي واحدة من أهم مفاتيح النصر في حياة الشعوب المناضلة، وإن هزيمة العدو أول ما تبدأ من هذا الفعل الإنساني الباهر.
وأشار إلى أن فكر السيد الرئيس الفريق بشار الأسد هو فكر كل الذين آمنوا أن النصر من الله سبحانه وتعالى عندما تنزل إلى ساحات الجهاد وتهيئ له الأسباب وتختار الطرق المناسبة، من هذا الفكر خرجت قوافل الشهداء الواحدة تلو الأخرى وبدأ الزلزال تحت أقدام الغزاة، وأدركت أنها لا تستطيع أن تحارب الموت.. نعم الموت وحده هو الذي يحارب هؤلاء المدججين بالآلة الحربية الحديثة والتي لم تستطع على الإطلاق أن تؤمن لهم الحماية من الموت كقدر لا يستطيع أن يفر منه أحد. وهكذا انقلبت المعادلات وفشلت سياسات الإملاء والإذلال التي كان يمارسها هؤلاء المتغطرسون.
وختم العميد الركن علي الشيخ حديثه بأن الشهادة التي أرسى دعائمها القائد المفدى السيد الرئيس الفريق بشار الأسد باتت ترعب العدو سواء الكيان الصهيوني الغاصب أم الدول التي استهدفت سورية الصمود وفي مقدمتها الولايات المتحدة. حيث أكد سيادته على أهمية تكريس” مبدأ الشهادة في حياة الوطن والمواطن تكريساً صحيحاً من أجل الدفاع عن الوطن والحفاظ عليه”.. كل عام وسورية المنتصرة بجيشها وشهدائها وشعبها وقيادتها بألف خير.

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص