الثورة – ميساء الجردي:
هي الذكرى المعطرة بالدماء الزكية والقيمة الأغلى في جسد الكرامة.. هي الشهادة وبعدها النصر تلو النصر.. هي عيد ومنارة للأجيال وأكاليل غار تفوح بالتضحيات والبطولات.. فللملاحم التي سطرها الشهداء في جميع المواقف وفي كل بقعة من بقاع الوطن حكايات مشرفة بدماء طاهرة لأبطال أطهار لم يبخلوا بأغلى ما لديهم من أجل أن يبقى الوطن شامخاً أبياً.
وفي ذكرى عيد الشهداء والشهادة تخجل الحروف وتعجز عن التعبير، ويبقى للحديث مع الأبطال لمن هم أهل للحفاظ على نهج المقاومة والشهادة وتحقيق النصر دلالات ومعانٍ هم وحدهم من يعبر عنها بكل الحب والنقاء، حيث كان للقاء مع العميد الركن هيسم محمود سعيد نائب مدير الكلية السياسية العسكرية وقعه الخاص، ونحن نعيش اليوم في رحاب الذكرى السابعة بعد المئة لعيد الشهداء الذين وصفهم القائد المؤسس حافظ الأسد ( أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر). والذي وصف الشهادة في مجتمعنا بأنها ثقافة متجددة لا تزيد مع الأيام إلا تجدداً وألقاً في وجدان كل وطني شريف، والوطن لا يصان إلا بالتضحيات ولا يعطر إلا بالدماء الزكية التي تراق دفاعاً عن سيادته واستقلاله، وهذا ليس غريباً على شعب نشأ على عشق الحرية والكرامة، وتربى على القيم والفضائل، ونهل من معين الشموخ والكبرياء، ولن يتوانى عن تقديم أغلى ما يملك في سبيل أن يحيا وطنه حراً أبياً مستقلاً، وهي ثقافة توارثناها عن الآباء والأجداد واتخذناها نهجاً وطريقاً للارتقاء في سلم المجد والخلود لأن الدفاع عن أرضنا الطاهرة وصيانتها يستحق منا بذل الغالي والنفيس.
دلالات الذكرى ومعانيها..
وأكد العميد سعيد أن دلالات ذكرى عيد الشهداء تتجدد في السادس من أيار من كل عام زاخرة بمعاني التضحية والفداء ومآثر البطولة التي سطرها الآباء والأجداد في الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، فكانت مسيرة النضال في وجه الغزاة والمستعمرين. ففي مثل هذا اليوم عام 1916 أعدم العثماني جمال باشا السفاح نخبة من المثقفين والمناضلين العرب في دمشق وبيروت على أعواد المشانق في محاولة يائسة لإسكات الأصوات المطالبة بالحرية والاستقلال فأصبح هذا اليوم عيداً للشهادة والشهداء وتواصل بعدها النضال واستمرت البطولات والتضحيات وصولاً إلى حرب تشرين التحريرية ومعارك الاستنزاف إلى قوافل الشهداء التي يقدمها شعبنا وجيشنا الباسل في معركته ضد الإرهاب ليبقى الوطن عزيزاً عصياً على الأعداء والمتآمرين.
تكريماً للشهداء..
وعن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة يبين نائب مدير الكلية السياسية العسكرية أنه تكريساً لقيم الوفاء والعطاء والتضحية والفداء الذي استطاع أبناء شعبنا اجتراحها في مواجهة الاستعمار وقوى العدوان مستحضرين ذكرى شهداء السادس من أيار الذين أعدمهم جمال باشا السفاح وما قبلهم وما تبعهم من قوافل المجد الذين ارتقوا إلى العلياء دفاعاً عن ثرى الوطن فترسخت قيم الشهادة والنضال التي وضع ركائزها القائد المؤسس حافظ الأسد ونشأت في سياقها المقاومة التي هزمت العدو الإسرائيلي في لبنان عام 2000 وفي 2006 والمقاومة الفلسطينية.
وأوضح كيف غدت سورية محوراً أساسياً في جبهة المقاومة للتصدي للمشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة ومن ثم مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية التي تعرض لها بلدنا الحبيب فرسم من خلالها طريق النصر المؤزر بدماء الشهداء وتضحيات جيشنا الباسل وصمود شعبنا بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد الذي أولى الشهداء كل رعاية وعناية من خلال الاهتمام بحياة أسرهم وأبنائهم ومتابعة شؤونهم إيماناً من سيادته بعظمة تضحياتهم، وقد حرص سيادته على تعظيم الشهادة ومعانيها وتكريسها نهجاً وسلوكاً وعقيدة وخياراً لإعلاء راية الوطن وبناء أمجاده، حيث يقول سيادته ( كل شيء ثمين نراه في هذا الوطن الغالي وكل شيء إيجابي نراه… كان من الصعب أن يكون موجوداً لولا تضحيات آبائهم).
ونحن في هذه المناسبة العظيمة إذ نجدد العهد والوعد أن نكون أوفياء لنهجهم الخالد ولأرواحهم الطاهرة ولدمائهم الزكية بالسير على الطريق الذي رسموه لنا طريق التضحية والفداء وإن كان لي الشرف والفخر على الصعيد الشخصي أن أكون ابناً لأحد شهداء حرب تشرين التحريرية الذي ضحوا بأرواحهم وبذلوا دماءهم دفاعاً عن عزة وكرامة وطننا الحبيب.
وأضاف: أن القيادة السياسة كرمت الشهداء في كل المناسبات واهتمت بأبنائهم وأسرهم وشملتهم في الكثير من العطاءات وفي كل المواضع والأماكن سواء في التعليم والرعاية والتوظيف لتكرمهم أعظم تكريم.
طريق الأجيال المقبلة..
وحول هذه المناسبة المقدسة المتواصلة بين الأجيال بكل ما تحمله من قيم وبطولات أراد العميد الركن محمود سعيد أن يوجه رسالة تتحدث حول تمكن سورية بوعي شعبها وتلاحمه مع جيشه الباسل وقيادتها الحكيمة وبدماء شهدائنا الأبرار إحراز النصر على القوى المتآمرة من دول الغرب الاستعماري وعملائه الإقليميين وأدواتهم الإرهابية التي مارست جميع أشكال القتل والتخريب بهدف تدمير سورية أرضاً وشعباً، وهي مناسبة عظيمة لتجديد العهد للوطن وقائد الوطن أن نبقى أمناء على نهج الشهادة والشهداء أوفياء لدمائهم الطاهرة وأن نواصل السير على دربهم درب الشهادة أو النصر، نبذل الغالي والنفيس كي يبقى الوطن قوياً منيعاً عصياً على الأعداء متمثلين قول السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: ( دماء شهدائنا ستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل، فعندما تروي دماؤهم الأرض فإنها تثمر غداً أكثر أمناً ووحدة وحرية لنا جميعاً).