الثورة – ترجمة هبه علي:
يخبرني العديد من رؤساء الشركات أن الموضوع الساخن الذي تم تقديمه في اجتماعات مجلس الإدارة هو كيفية نشر تقنية أسلوب Chat GPT عبر أعمالهم بأسرع ما يمكن.
قبل بضعة أسابيع، شاهدت رئيساً لإحدى أكبر الشركات البريطانية التي تواجه المستهلك ينظر إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به، ويدخل نص مكالمة شكوى العملاء، ويطلب من Chat GPT تلخيصها والرد عليها بناءً على مجموعة من القواعد التي وضعها فوق، على الفور.
في غضون دقيقة تقريباً توصل إلى إجابة موثوقة للغاية دون الحاجة إلى أي ترميز.
قيل لي إن النتيجة النهائية كانت دقيقة بنسبة 85٪. هذا أقل قليلاً من موظفي مركز الاتصال البشري، لكنه يكلف جزءاً بسيطاً من نقطة مئوية من تكلفة نشر الموظفين.
الخبر السار للجميع التحسين الخالص للإنتاجية، سيحدث إذا كان جميع الموظفين يركزون الآن على نسبة الـ 15٪، التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي التعامل معها. لكن من الواضح أن هناك مجالا للمضي قدما وتقليص عدد الموظفين.
ومع ذلك فإن نماذج اللغات الكبيرة للذكاء الاصطناعي تزداد قوة.
تحدث التطورات بشكل أسرع من المتوقع ويمكن أن تصل إلى النقطة التي تصبح فيها أسية. ويمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على 300 مليون وظيفة .
هل العالم مستعد لعاصفة الذكاء الاصطناعي القادمة؟.
إن وتيرة التغيير والتبني تعني أن هناك مجالًا لصدمة اقتصادية وفرص عمل للاقتصاد في أقرب وقت هذا العام.
في اللحظة التي يصبح فيها الأمر أكثر ذكاءً من الشخص الأكثر ذكاءً، في وقت قصير جداً، يمكننا الوصول إلى “القدرة الجامحة” – أي أكثر تقدماً من البشرية بأكملها، في الطريق إلى ما وصفه راي كورزويل، أحد المطلعين السابقين في الذكاء الاصطناعي في Google، بأنه “التفرد”. هل نحن في بداية تلك اللحظة الأسية الآن؟.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يأخذ مجموعة من قطاعات الاقتصاد، التي كانت محصنة ضد تحسينات الإنتاجية حتى الآن لأنها كانت قطاعات كثيفة الوقت والمعرفة وتحولها.
لقد منحتنا التكنولوجيا الكثير من التحسينات في نوعية الحياة، إذ تحتوي جميع هواتفنا الذكية الآن على كل المحتوى الذي نريده، ومتاح دائماً على الفور على خدمات البث.
أخبرني أحد كبار صانعي السياسات أن الكثير من هذا الابتكار جعل وقت فراغنا أكثر إمتاعاً، لكن لم يجعل وقت العمل لدينا أكثر إنتاجية. ربما يكون قد قضى على الملل كتجربة إنسانية. ولكن هل جعلك أكثر إنتاجية في العمل؟.
كانت الصدمة الحقيقية هي أن هذه التقنيات قابلة للاستخدام في سياق تجاري وليس فقط من أجل المهام الإدراكية المنخفضة والمتكررة – أي المهام الروبوتية والتفكير طويل الأمد المعرض للأتمتة.
كانت المفاجأة هي مدى إمكانية نشر هذه التكنولوجيا في الأعمال الإبداعية عالية القيمة، والتي كان يُفترض أنها محمية نسبيًا من المنافسة.
من جهته، أعرب مؤسس Open AI / ChatGPT Sam Altman عن دهشته من الاستخدام حتى الآن.
على وجه التحديد، يمكن إنجاز مرحلة “الصفحة الفارغة” أو “المسودة الأولى” في بداية العملية الإبداعية لكتابة نسخة أو إنشاء صورة أو موسيقا أو ترميز برنامج في ثوانٍ بدلاً من أسابيع من الإحاطة والتحسين.
مرة أخرى هذا هو ما هو ممكن مع الذكاء الاصطناعي الذي لا يتمتع بالذكاء مثل الإنسان البالغ. لذا فإن الخبر السار هو أن النشر السريع لهذه التكنولوجيا، بشكل أسرع من بقية العالم يمكن أن يحل أزمة الإنتاجية الطويلة الأمد في المملكة المتحدة.
النبأ السيئ هو أنه يمكن أن يحدث بسرعة بحيث يتجاوز قدرة العمال على التكيف مع الوقت، ما يخلق أزمات اجتماعية واقتصادية.
هل يمكن أن نواجه في مراكز الاتصال والاستوديوهات الإبداعية في العشرينيات من القرن الماضي ما يعادل ما حدث في مناجم الفحم في الثمانينيات؟.
لقد بدأ بعض الأشخاص الأكثر تردداً بشأن حجم الحكومة في وادي السيليكون في الإشارة إلى أن الدول قد تحتاج إلى توفير دخل أساسي.
استجابة المتحمسين للتكنولوجيا هي المانترا: لن يتم استبدالك بذكاء اصطناعي، ولكن قد يتم استبدالك بشخص يعرف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي.
لكنهم اعتادوا القول إن هذا هو السبب في أنه يجب على الجميع تعلم كيفية البرمجة، وقد لا تكون هذه نصيحة مهنية حكيمة بعد الآن.
المصدر – بي بي سي