صائــغ الحــرف وداعــاً..

الثورة – ديب علي حسن :
منذ أكثر من ربع قرن كان اللقاء الأول المباشر مع الإعلامي الدكتور فايز الصائغ عندما كان مديرا للتحرير في صحيفة الثورة، أما ما قبل ذلك فكان قراءة ومتابعة له على صفحات الجرائد السورية ومن خلال اللقاءات التي كانت تجرى معه.
فايز الصائغ الإعلامي الذي عرفته المؤسسات الإعلامية السورية المرئية والمسموعة والمقروءة، وعرفه متابعو الإعلام السوري في الداخل والخارج ترك بصمة في العمل الإعلامي من التلفزيون إلى وكالة سانا إلى صحيفة الثورة.. تمرس في العمل الإعلامي حتى غدا واحدا من أشهر الإعلاميين العرب، له العديد من المؤلفات في الفكر الإعلامي والسياسي.
لم يهادن في مواقفه الوطنية والقومية.
والوطن هو الأثمن والأعلى والأنبل في فكره ومواقفه.. لم يهادن أبدا في مواقفه.. يكتب تحت عنوان: من أبجديتي:
ليس لأنك وطني سورية أحببت .. ومن ذرات ترابك الممزوج بدماء الشهداء خلقت.. وعلى روابيك نشرت أشرعتي مسافرا منك إليك..
ليس لأنك الأقدس والأنقى والأطهر بين الأوطان آمنت فحسب.. بل لأنك الوطن الذي أمام غزوات وحروب ومؤامرات واجتياحات ملونة الأهداف والوسائل والأدوات صمدت ….)
أما في رحلة الزمن والإنجاز فيقول: (العمر طويل ..والوقت ضيّق!!!
علاقتنا مع الوقت علاقة مضطربة.. نحمل الساعات على سواعدنا وبعضها باهظة الثمن، لكن علاقتنا بالساعات المحمولة غير مهنيه وغير وديّه أو غير ذات أهمية..دائماً تنقصنا دقائق في المواعيد الدقيقة، وساعات في المواعيد الأطول، وربما سنوات في مشروعات الحياة، وقد لا نصل في الموعد الذي حددناه لأنفسنا …
علاقتنا مع الزمن اتكالية ترتبط كما أفهمها بالعمر ومستوى النضوج لأيٍ منّا بين من تقدّم به السن أو بين حديثه، وكلّنا يشكو أن زمنه داهمه وقد مرّ بسرعة البرق لا يكاد يدرك حضوره ولا تفاصيله ولا سرعته …
لذلك فإن سرّ تباطؤ أو اتساع الزمن ووفرة الوقت، أو انعدامه يختلف من واحدٍ إلى آخر بحسب حالة الإنسان النفسية أو ألاجتماعيه ومنها مستوى المعيشة أو حتى التعليمية وانعكاسات ذلك على العلاقات والروابط مما يسهم في القدرة على الاستثمار الأمثل للوقت وعدم هدر أية فرصة في إطار السعي لتحقيق أهداف الحياة …
احترام الوقت واحترام دقّته ثقافة وتقاليد عند العديد من الشعوب والأفراد، فيما الكسل والتكاسل سمة من سمات شعوب أخرى .. لا أريد أن استشهد بالنتائج الكارثية التي سبّبها الكسل والتهاون والاتكالية وعدم استثمار الوقت على شعوب، وعكس ذلك على شعوب أخرى مازلنا نحاول الاقتداء بها علّنا نحقق ما نصبو إليه من تقدم ورقي وتحديث).
وهو يدرك أهمية الوقت المنظم والعمل الذي يجب أن يكون ديدن الجميع ..
لم يكن لديه متسع من الفراغ أبدا.. كل رحلة العمر هي عطاء يزداد ثراء مع نضج التجربة العملية التي لم يبخل بها على أحد.. يقول فائز الصايغ :
( ليس أخطر على الإنسان والشعوب معاً من هدر الوقت والتقليل من أهميته واحترامه وتفويت فرص النجاح والتقدم في سباق الزمن والاستثمار الأمثل والأرقى للوقت .. فمن شأن استثمار الوقت على نحو ايجابي ومفيد تنمية القدرات الذهنية والإمكانات الذاتية لتحقيق المزيد من التقدم والنجاحات بما في ذلك تطوير العلاقات الإنسانية المجتمعية في مجتمع هيّأته الظروف السائدة للتفكك أو الاستهداف …
علاقتنا مع الوقت علاقة تفتقد الاحترام لا ندرك أهميتها إلا بعد فوات الأوان وتبدّل الظروف .. عندها يصبح تنظيم الوقت وبرمجة الطموح صعباً لأن الساعة لا ترحم الزمن، ولا تتواطأ معه ولا تعبث به، وقد حملها الناس على سواعدهم لكي تُشعرهم بنبضها مع نبضه، وأن الوقت يتسارع، وان إدراك ما تبقى من العمل لتحقيق المطلوب أصبح أكثر صعوبة مع فوات الأوان وتبدّل الظروف وتبديد الإمكانات أو ضعفها وهي قيد التلاشي …
تنظيم الوقت ومنه تنظيم علاقتنا بالزمن يحتاج إلى تراكم المعرفة والإحساس بالمسؤولية بما يحقق التوازن المطلوب بين التطلعات الفردية والدور المجتمعي من جهة، وتوفر الوقت المحدد في إطار من العمر مسقوف لا أعرف أين ولا متى يتوقف، فيما لا تزال قائمة المرجو تحقيقه طويلة والوقت قصير …عندها لا جدوى من استدراك الضائع من الوقت على طريقة لغة مونديال القدم والعدم ..فالعمر طويل ..واللحظات قصيرة).
نعم كانت رحلة عمر زاخرة بالعطاء الذي ترك البصمة الحقيقية في المشهد الإعلامي..
منذ شهرين ونيف كان عاقدا العزم على إعادة طباعة بعض كتبه التي نشرها سابقا والعمل على مشروع جديد يطرح الكثير في المشهد الإعلامي..
هل كان يقرأ ملامح القادم مما بقي من العمر وكان العزم على المزيد من العمل وهو الذي كان يجب أن يرتاح من الرحلة الطويلة ..
صائغ الحرف الأنيق والرشيق، والفكرة الواضحة والانجاز والتوجيه، رحل لكن ملامح تجربته الإعلامية باقية وهي تملك عمق الأصالة والحداثة التي استطاعت أن تواكب كل جديد .

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة