ما إن نلفظ صفتنا المهنية “صحفي – صحفية ” في جلسة تعارف أو أي مكان آخر حتى تنهال الشكاوى والتظلم إلينا من وضع معيشي صعب، وغلاء فاحش ودخل معدوم، أو من ظاهرة اجتماعية مرضية، أو تشوه تربوي تعليمي خطير، وتوجعك في كثير من الأحيان حكاية حسن الظن بقدرتك على إيجاد العلاج والحل الجذري وإخراج الزير من البير كما يقال.
وبلهجة الأمر المتضمن العتب على تقصيرك وتطنيشك يملي عليك البعض سطور مادتك” اكتب عن كذا وتحدث عن كذا، وهاجم فلاناً وضع آخر في قفص الاتهام وغير ذلك من العبارات.
ماجاء في السطور السابقة لايقلل من دور وأهمية الصحفي في حياة الفرد والمجتمع بسلاح الكلمة.. ولايعفيه من مسؤولياته المهنية التي تفرض عليه يقظة دائمة وملاحقة للوقائع والمعلومات وتأهباً مستمراً لمتابعتها وجمعها ورغبة في حمل هم التعاطي مع المعلومات “جمعها وتحريرها ومتابعة الاطلاع عليها” هذه الرغبة هي تعبير عن استعداد للعطاء والإبداع، لكن هذه المسؤولية تحكمها قواعد وقوانين مهنية وأخلاقية تتعلق بكرامة وشرف المهنة والسمعة الشخصية للصحفي التي تحتم الحرص عند كتابة أي كلمة والوقوف عند مضمونها ومعناها ومراميها والتأكد من المصداقية، والموضوعية، والسؤال والاستفسار، والأخذ بالأسباب والبحث عن الحلقة المفقودة وجمع ومعالجة المعلومات ليغدو الصحفي جزءاً من الحل، يشخص الداء، ولعل التشخيص خطوة العلاج الأهم والأولى وهو جسر بين المواطن والمسؤول يكتب عن الوجع ويقترح الحلول ويترك القرار لأصحابه.