الثورة – غصون سليمان:
يأخذ الإعلام الوطني بأشكاله المختلفة بعده من خلال العلاقة التفاعلية مع مكونات المجتمع من مؤسسات ومنظمات إنسانية محلية ودولية تعمل على الأراضي السورية وفق الضرورة والحاجة والمتطلبات .
ففي ورشة عمل صحافة البيانات والتحديات التي تواجه الإعلاميين أثناء التغطية وسرعة الاستجابة في الزلزال والكوارث التي أقامتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية بالتعاون مع وزارة الإعلام ” مديرية الإعلام التنموي واستمرت ثلاثة أيام من ١٥-١٧ الشهر الحالي بمعدل ست ساعات يومية فتحت أبواب المعرفة على كثير من التفاصيل المفيدة أمام عدد من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة من عام وخاص.
الورشة التي حاضر فيها من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية كل من سهير زقوت المتحدث الرسمي باسم اللجنة، ومسؤول قسم التواصل في اللجنة سومر رزق، والدكتور عربي المصري الخبير والباحث الأكاديمي جامعة دمشق. وعمار غزالي مدير الإعلام التنموي .
تم التعرف على جملة البنود والقواعد والأسس التي تنظم وتحكم آليات العمل سواء على صعيد التغطية الإعلامية أو عمل اللجنة الدولية الموجودة على الأراضي السورية منذ العام ١٩٦٧ وتعمل بشكل وثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري، فهي منظمة محايدة، مستقلة، وغير متحيزة، مهمتها إنسانية بحتة من ناحية تلبية احتياجات المتضررين من النزاع في مجال الغذاء والمياه والصحة بهدف مساعدتهم وبناء حياتهم من جديد إذ تتعاون المنظمة من أجل التوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.
الطاولة المستطيلة التي جمعت المحاضرين والمتلقين في الطابق الثامن بمبنى وزارة الإعلام خرجت عن الأسلوب التقليدي لسرد الوقائع والمعلومات من قبل المحاضرين لتأخذ منحى أكثر تفاعلا وحوارا يعتمد أسلوب التشويق والتفاعل ما جعل ساعات الورشة تمضي دون ملل .فالمعلومات الغنية التي يتوجب على الصحفي والإعلامي معرفتها و إتقانها تحتاج الحرفية والمهنية والوقاية .
ركزت جلسات الحوار في اليوم الأول على ثلاثة عناوين خاصة التعريف باللجنة الدولية للصليب الأحمر من حيث النشأة والتاريخ والمهمة والتفويض وأنشطتها في سورية وأشار مسؤول قسم التواصل في اللجنة الدولية سومر رزق
ومن خلال فيلم قصير تم التعرف على هنري دونان المولود في جنيف بسويسرا ١٨٢٨-١٩١٠ ويعود له الفضل في نشأة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والتي ضمت نهاية ١٩٩٣ حوالي ١٥١ جمعية وطنية تضم ما يزيد عن ٢٥٠ مليون عضو منتشرين في جميع أنحاء العالم وأجهزتها الدولية التي تتمثل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
ونوه رزق إلى مهام عمل كل من الصليب الأحمر الدولي والذي يعتمد الحوار مع جميع أطراف النزاع، واللجنة الدولية للصليب الأحمر وتقوم على حماية ضحايا النزاعات المسلحة، والجمعيات الوطنية والتي من مهامها الاستعداد والاستجابة وتقديم الرعاية الصحية و الإسعاف ونشر المبادىء الاساسية. بالإضافة إلى تفنيد القانون الدولي الإنساني والقواعد الأساسية لاتفاقيات جنيف،وبروتوكوليها الإضافيين.
كما بين مسؤول التواصل دلالات الشارات وكيف تم اعتمادها تاريخيا. ومن يحق له استخدامها ومن لا يحق له سواء أكانوا أشخاصا ،أبنية، سيارات إسعاف وغيرها وكيف يتم اختراق البعض واستغلال الشارات لأعمال منافية لوظيفتها ولاسيما في الحروب.منوها إلى مجالات العمل المتعددة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي تعتمد مبدأ الحماية وتذكير أطراف النزاع بالتزاماتهم، وزيارة السجون لتقديم الرعاية الصحية، وإعادة الروابط العائلية وغيرها من المهام الأخرى.
بدورها سهير زقوت المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية أوضحت ما يربط عمل اللجنة والتواصل مع الإعلام في سورية ومن هي الفئات الخارجية المستهدفة للتواصل معها ومنها أطراف النزاع، المنظمات المحلية والدولية، وجهاء العشائر والمجتمع الدولي ، المانحين، الجمعيات الوطنية ، ولعل الهدف من التواصل مع الفئات الخارجية المذكورة تسليط الضوء على الوضع الإنساني ، وتذكير أطراف النزاع بضرورة احترام القانون لتأمين سلامة الفرق الإغاثية ونشر الوعي عن هوية المنظمة ودورها.
وذكرت بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية ساهمت بإيصال المياه النظيفة إلى ١٦،٥ مليون سوري عام ٢٠٢٢، وأن ٤٥% من مرضى السكري يتلقون علاجهم من اللجنة فيما حصل ٤٤٧ ألفا على الرعاية الصحية، و٢٠٠ ألفا حصلوا على مواد غذائية بشكل منظم، فيما استفاد ٢٣٠ ألفا من جلسات التوعية حول الممارسات الأكثر أمانا في المناطق الملوثة بالأسلحة
*قواعد الحماية النفسية
الدكتور عربي المصري تحدث في أكثر من عنوان حول التغطية الإعلامية أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية وشواهدها بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، وكيف تكون الممارسات الاحترافية عند تغطية الأزمات والكوارث والصدمات وأشكال تغطيتها من خلال بيانات عملية وأفلام مصورة، معتبرا أن أهم قواعد الحماية هي الحماية النفسية لأن العمل في بيئة غير طبيعية هو صعب للغاية ، حيث الأولوية للإنسان ،مؤكدا على مراعاة القيم الأخلاقية ،وساق أمثلة كثيرة في مواقع مختلفة من العالم على حرفية ومهنية البعض ومقارنتها بتقارير أخرى لم تكن موفقة بالشكل المطلوب
واعتبر أن الخلط بين المادة الإعلامية والمادة الإعلانية من الكبائر في سياق المادة الصحفية، مستعرضا جملة من قواعد التغطية الإعلامية الإنسانية التي تشدد على وجوب عدم إظهار الناجين كضحايا بل أبطال، وأن يؤخذ رأيهم بالتصوير،مع حماية المصادر .
وإضافة لما ذكر، فإن العناوين التسعة التي تحدث خلالها الدكتور المصري والمتعلقة بصحافة البيانات والتغطية الإعلامية والإنسانية مع تمارين تطبيقية ، وماهية الصحافة البنائية وصحافة الحلول كطريقة للتعامل مع تغطية الأزمات والكوارث وكيف نصنع التأثير من خلال الفيتشرات، ولعل التفاعل مع التمارين العملية في صياغة بعض التقارير خلال مراحل وقوع كارثة الزلزال وتصويبها بالشكل الأمثل في القضايا والظروف المستجدة ساعدت إلى حد كبير في إدراك بعض المفاهيم التي يجب عدم تجاوزها .
مدير الإعلام التنموي في وزارة الإعلام عمار غزالي أشار بداية إلى أهمية برنامج عمل الورشة الذي يراعي حاجات الإعلاميين المهنية والوصول إلى الأماكن التي يتوجب أن يكون متواجدا فيها وسرعة الاستجابة أثناء الطوارئ، مع مراعاة قواعد التغطية الميدانية أخلاقيا ومهنيا، عكس التفاعل الإيجابي بما يحقق الهدف والغاية من الرسائل الإعلامية الموجهة للجمهور المتلقي، داعيا إلى الاستفادة القصوى وتوظيفها بما يناسب كل نوع صحفي.