الثورة – ديب علي حسن:
ليس حدثاً عادياً ولا عابراً، ولم يكن وليد ليلة وضحاها، إنما هو من شرايين العروبة ونسغها الذي رواه دم الشهداء وعطره ليكون صفحات تاريخية جديدة.
من دمشق التي لم تفقد البوصلة يوماً ولم تغير الغايات والأهداف ولم تعرف غير درب العطاء والنماء حتى في أشد الأحداث، كانت الوطن للجميع للعروبة وللعالم، أليس في كل بيت وكل أسرة بل وكل وطن في العالم أبجدية الكتابة التي اخترعها السوريون…؟؟؟
أليس لديهم الألوان الزاهية التي وزعها رواد البحر السوري وهم يمخرون عباب المتوسط….؟؟؟؟؟
على قاعدة عشرة آلاف من الثقافة والحضارة هو الحضور السوري الذي يعني الحضور العربي في قمة (جدة) التي تؤسس لمرحلة قادمة أقل ما يقال فيها: إن سورية كانت وهجها الذي لم يفقد بريقه.
في كلمة سورية التي ألقاها السيد الرئيس بشار الأسد كانت العناوين أكثر بلاغة وتجذراً من تفصيلات… عناوين هي الأمل والعمل صنوان ما انفكا أبداً… حتى عندما كنا نحارب قوى الظلام والإرهاب وظن الكثيرون أن الإرهاب قد حقق الكثير لكننا كنا نعرف أن الغد لنا وأن الجماهير العربية من الماء إلى الماء تقف مع الشعب السوري وأن فجر الخلاص للجميع يبدأ من دمشق.
نعم كما قال السيد الرئيس بشار الأسد الأخطار محققة وواقعة وعلينا معالجتها قبل أن نغرق…. وفي هذه التهديدات مخاطر وفرص فلماذا لا نعمل على تفعيل الفرص؟؟.
نحن في عروبتنا إنسانيون حضاريون، علينا أن نواجه بالثقافة والوعي خطر الليبرالية الجديدة التي تحاربنا، تحارب عروبتنا، هويتنا العربية الناصعة البياض ولكنهم لا يريدون لها أن تبقى كذلك.
علينا أن نحقق مكانتنا وتموضعنا في العالم الجديد الذي يتشكل الآن، أمامنا تحديات كبيرة ولتكن الجامعة العربية بعد إعادة تطويرها المنطلق للعمل.
وفي قراءة المستقبل يجب أن ننتقل من رد الفعل إلى الفعل لاستباق الأحداث ولنكون فاعلين لا منفعلين.
وسورية هويتها العروبة، ماضياً وحاضراً، ومستقبلها العروبة، عروبتنا ليست عابرة ولا هي عروبة الأحضان، نحن في القلب من العروبة وهي دمنا ومن يكن في القلب لا يقع في الأحضان.
سورية اليوم ترسم مساراً جديداً عنوانه أن العروبة ملاذ الجميع وأن الهوية العربية الأصيلة ليست شعارات ترفع، بل أعمق من ذلك، عمل وفعل ومن أجل ذلك كان الفداء السوري وستبقى دمشق تضيء قناديل الغد لمن ضلّ، ومن دم شهدائها مداد النور العربي الذي يبزغ من جديد.