الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
كعادة أهل حمص يتفاعلون مع كافة الفنون والألوان، غصت مدرجات قصر الثقافة خلال الأمسية التراثية التي قدمتها فرقة “حمص للإنشاد وإحياء التراث” بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا والمسرح القومي في حمص على مسرح قصر الثقافة في مديرية ثقافة حمص بتفاعل كبير من جمهور حمص الذواق.
جاء قادماً من دمشق المنشد “عدنان الشيخ عثمان” ليقدم الأمسية باحترافية المخضرم، ليقول: لكل أمة تراثها الذي تفخر به ويضم هذا التراث صلة الحاضر بالماضي ويمثل النظرة المتفائلة نحو المستقبل، تراثنا الحمصي السوري مزيج من الموشحات الأندلسية، عبرت إلينا مع أنسام الأندلس وما أدراك ما الأندلس، لتمتزج مع القدود، رائدها أمين الجندي الحمصي وغيره مما جاد به أجدادنا من أغان لا تزال تعيش في وجداننا، وتحرك في النفوس الشجون والعواطف، ثم تهب علينا من بغداد نسمات الموال البغدادي أو المسمى السبعاوي، كونه مؤلفاً من سبع خانات ثلاثة بثلاثة ثم الأقفال بواحدة، الموال غدا عنوان الوجد العالي، في بلاد الشام عموماً، في حمص وحماة وحلب خصوصاً، لا يزال موجوداً حتى اللحظة.
تفيد الروحانيات والمواجيد ويتوّج الغناء بالنشيد الديني الصوفي، وتعتبر فرقة حمص الرائدة في هذا المجال بإشراف وتدريب فارسها المبدع رامز الصفدي، تبنت فرقة حمص التراث، وعملت على تطويره أيضاً وتجديده، إضافة إلى أعمال جديده ترفد بلدنا سورية بكل جميل ومدهش.
أضاف المنشد رامز الصفدي على هامش الأمسية: تأسست فرقة حمص للإنشاد وإحياء التراث عام1994، واستمرت بعطاءها، لتنال المرتبة الأولى عام 2007 بمسابقة الإنشاد والترتيل الموسيقية في حمص، وأعيد هيكلتها عام 2019 من الشباب الموهوبين، عملنا على تربيت أذانهم موسيقياً، وتحفيظهم الموشحات التراثية الحمصية، ذات الجذور التاريخية، مصادرها مما سمعت وما قرأت، ومما حاولت الاطلاع عليه من كبار المنشدين في حمص.
وأشار لدخوله نادي الخيام ليتعلم مبادئ العود والموسيقا على يد العازف عبد الكريم مرزوق ومحي الدين هاشمي ومروان غريبة، الفرقة مؤلفة من 12 شخصاً 9 منشدين و3 ضابطي إيقاع، تتضمن نشاطاتها إحياء الحفلات الدينية ومناسبات الأفراح، ويعتبرها أهالي حمص من التراث والعادات الحمصية.