مضى على بدء استخدام أجهزة التتبع الإلكتروني GPS على آليات ووسائل النقل أكثر من عام، وكان الهدف المعلن من ذلك هو مراقبة عمل الآليات لمنحها كميات من الوقود تتناسب مع عملها الفعلي وفقاً للمسافات المقطوعة لكل منها، وبما يحد من ظاهرة الاتجار بالمخصصات في السوق السوداء.
وأظهرت بيانات شركة محروقات انخفاض كمية المحروقات المخصّصة لآليات النقل الجماعي بنسبة لا تقل عن 30% بعد تطبيق آلية GPS، وهذه النسبة تمثل في دمشق أكثر من مليوني ليتر، وفي ريف دمشق مليوناً ومئتي ألف ليتر، وفي حماة نحو مليون ليتر، والوفر سيكون أكبر مع استمرار تركيب الأجهزة على بقية الآليات المستهدفة.
ولكن الملاحظ أن هذا الوفر لم ينعكس إيجاباً على مستوى زيادة توفر المشتقات النفطية، مادة المازوت مثالاً، الذي كان من المفترض أن ينعكس على مستوى زيادة حصة توزيع مخصصات مازوت التدفئة للمستحقين بالحد الأدنى، إلا أن ذلك لم يتم، فالكثير من المستحقين لم يستلموا مخصصاتهم المحدودة البالغة خمسين ليتراً فقط لا غير.
ورغم الوفر الكبير المعلن عنه رسمياً كنتيجة لتركيب أجهزة التتبع الإلكتروني، فإن المشتقات النفطية ما زالت متوافرة في السوق السوداء وبسعرها وبأي كميات.
قصارى القول يجب أن ينعكس ما توفره هذه الأجهزة تخفيفاً من معاناة المواطن أقلها على مستوى النقل والتدفئة.
