الحرف اليدوية.. رصيد فني واجتماعي في سوق العمل

الثورة – غصون سليمان:
تستوقفك أعمالهم الحرفية الرائعة وتأخذك عين المدى إلى خيوط وبيئة صنعت من خلالها أبجدية حضور لتراث يحفظ تاريخ وجغرافيا وذكريات وبطاقات هوية مبدعة بأيد سورية غاصت في تفاصيل جماليات التراث.

ففي المعرض الذي ضم عشرات الحرف اليدوية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية مؤخراً ورصدنا بعضاً منها يشير الحرفي أحمد راتب ضعضي المعروف بلقب “أبو عصام” والذي يعمل بحرفية الإنارة الشرقية والديكور النحاسي ويزاول المهنة أباً عن جد، أشار إلى دور الحرف في حياة المجتمع لاسيما وأن التراث يمثل هوية أي بيئة اجتماعية حيث جرت العادة سابقاً أن تعلم العائلة أبناء الذكور من أولادها دون البنات إذ يعتبرونهم غرباء بحيث تنتقل الصنعة من جيل لآخر لدرجة أن كل عائلة باتت تكنى بصنعتها ومهنتها، كبيت النحاس والخياط والحداد والصائغ وغيرها.
الرغبة والمحبة
الحرفي أبو عصام الذي عشق مهنة الضغط والطرق على النحاس وتعلمها منذ سبعينيات القرن الماضي فإنه يرى كل مهنة حتى تنجح وتستمر تحتاج إلى الرغبة والمحبة ومهمة والده التي ورثها عنه كانت تسمى بمهنة الفقراء ولكن المستفيد منها هم بعض التجار الذين كانوا يدعون الحرفة، لكن مع مرور الوقت انطلق الحرفيون بأعمالهم وورشهم بشكل أكبر في مساحة الواقع فبات الحرفي حسب رأي أبو عصام يتواصل مع التاجر المعروف بصنعته وهو تحت مجهر وسائل الإعلام من خلال المعارض والملتقيات والدورات المهنية الخاصة بالحرف اليدوية والتراثية، معتبراً أن فن النحاسيات وغيره من الفنون هو جواز سفر مفتوح دون تأشيرة دخول لكل دول العالم.
آفاق عمل
أمنية شيخ كار النحاسيات أن تستمر هذه المهنة بطريقة صحيحة ومنهجية كما كان معمول به سابقاً إذا كانت المناهج الدراسية تعلم الفنون النسوية ببعض مراحل التعليم ولا ضير من استمرار ذلك بتعليم الحرف اليدوية للشباب والشابات بمختلف المراحل فإن لم يحقق الطالب رغبته وأمنيته في الدراسة والفرع الذي يتمناه، ربما تساعده الحرفة التي تعلمها على فتح آفاق عمل مجزية ومغرية في سوق العمل، فالكثير ممن يمتلكون الموهبة ربما لا يستطيعون توظيفها بالشكل المطلوب إن لم يكن هناك بيئة مناسبة لذلك.
وفيما يخص الدورات التدريبية التي يشرف عليها الخاصة بحرفة النحاس، تمنى الحرفي ضعضي على جامعة دمشق أن تقيم دورات متتالية متخصصة لمن يرغب وذلك على يد حرفيين مهرة مشهود لهم، لافتاً إلى نتاج بعض الدورات التي أقيمت للطلبة بالتكية السليمانية ولفتت نظر ال undp حيث حققت الأعمال الحرفية نجاحاً وجمالاً باهراً على الرغم من عدم وجود خبرة مسبقة كافية بما يخص مهنة النحاسيات.
ذوي الإعاقة
ومن الأعمال التطوعية التي يقوم بها الحرفي التراثي أبو عصام هو تعليم شريحة ذوي الإعاقة عدد من الحرف والفنون وهذه تعتبر المدرسة الأولى بالوطن العربي وبدأ العمل فيها منذ ثلاث سنوات لتعليم طلاب ذوي الإعاقة “متلازمة داون، التوحد” أصول الرسم بأشكاله المختلفة بهدف إعالة أنفسهم لاسيما وأن لديهم طاقات ومهارات في المستقبل إلى جانب مساعدة ذويهم بألا يكونوا عالة على المجتمع.
والأهم من وجهة نظره هو إدماج هؤلاء مع أقرانهم الأصحاء من أبناء المجتمع دون خوف.. ولعل الأسلوب الذي اعتمده أبو عصام هو التعليم والتعلم بالمحبة والحنان للحرف اليدوية التي يستطيعون القيام بها، مع التأكيد على الرحلات الترفيهية والقيام بنزهات متكررة إلى الربوة وبعض المناطق الأخرى، ما جعلهم يكسرون حاجز الخوف من الناس أو الخجل من وضعهم، لافتاً إلى أن العديد من العائلات تخجل أن تعلن بأن لديها ذوي إعاقة، لذلك حاولنا قدر الإمكان أن نخرج مع طلابنا من هذه الشريحة إلى حديقة المجتمع التي تستوعب بنظرة إنسانية إيجابية كل عينات الناس ما يسهل المهمة ويخفف الضغط النفسي والاجتماعي.

آخر الأخبار
"صندوق التنمية السوري".. خطوة مباركة لنهوض سوريا على كل الصعد من الجباية إلى الشراكة.. إصلاح ضريبي يفتح باب التحول الاقتصادي فضيحة الشهادات الجامعية المزورة.. انعكاسات مدوية على مستقبل التعليم   أزمة إدارية ومالية.. محافظ السويداء يوضح بشفافية ملابسات تأخير صرف الرواتب "صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا إشارات ذكية وتدريب نوعي لرفع كفاءة كوادر المرور