الثورة – علا مفيد محمد:
كثيراً ما يكون الشخص ناجحاً في حياته المهنية كطالب أو عامل، لكن يفشل في حالة ما إن تمّ تكليفه بتدريب طلاب آخرين، وهذا ما أدى إلى انتشار دورات تدريب المدربين التي من شأنها رفع مهارات ومستوى المدربين ومساعدتهم على تحسين توافر فرص العمل لديهم.
فهي تمنحهم القدرة الكافية على التدريب الجيّد والمعرفة بالطرق والأساليب العملية والتطبيقية في التعامل مع مختلف الشخصيات والمراحل العمرية وأهمها مرحلة الطفولة.
فمن المعروف أن الاكتساب في عمرٍ مبكر يبقى أثره طويلاً ، و أن المعلمين أو المدربين يلعبون دوراً هاماً في حياة الطفل حيث ينقلون خبراتهم للأطفال بشكّل واضح و مؤثر، لذلك لا بدّ أن يكون المدرب ذا خبرة كبيرة و قدوة في جميع تصرفاته وسلوكياته لأن الطفل يمتاز بتأثره و قدرته على تقليد السلوكيات والتصرفات من الآخرين.
حول ذلك يوضح الأستاذ عقاب الحلبي ماجستير تربية خاصة أهمية إعداد مدربي أطفال والذي يُعرف بدورة ( Training of Trainers ) بأن هذه الدورة موجهة للشباب لمساعدتهم على إيجاد فرص عمل أكثر بامتلاكهم للمهارة التدريبية التي تساعدهم على ممارسة العمل حتى وإن كان داخل المنزل، فهي تدلهم على كيفية معرفة قدرات الطفل ومهاراته وطرق التعامل معه.
إذ إن هناك فرقاً كبيراً بين التعليم والتلقين الجامد، وبين التدريب الذي يعني المهارة التي تساعد على ترسيخ المعلومة في ذهن الطفل، لذلك فإن فن المهارة هي أسلوب مختلف عن الأسلوب التقليدي في التعليم.
وأضاف الحلبي : يوجد الكثير من الآباء والأمهات أو الطلاب الجامعيين ممن لديهم مهارة الرسم أو الموسيقا أوالتصوير بالإضافة إلى مهارات الحساب الذهني وغيرها.. ويمكن لهذه المهارات أن يستفيد منها الأطفال ، وربما من يملكها لا يملك الأسلوب لتوصيلها أو توصيل المعلومة لذلك.
من هنا يأتي أهمية الإعداد الذي يهيء بدوره المدرب على كيفية التعامل مع هذه القضايا، أي كيفية شدّ انتباه الطفل وطرق اكتساب محبته والتعلق بالمدرب حتى يكتسب منه المهارة بحُب ويكوّن شخصية مميزة، بالإضافة إلى تدريب المدرّب على طرق استخراج الطاقات الكامنة في الطفل والأهم من كلّ ذلك كيفية التعامل مع كلّ أنماط الأطفال التي قد تواجهه.
و أشار أستاذ التربية الخاصة إلى اختلاف أنماط الأطفال.. فهناك البهلواني كثير الحركة، والهجومي الذي يُقاطع ويفرض نفسه، كذلك الانفعالي سريع الغضب أو الطفل اللطيف العقلاني جداً…
وأكد أنّ كلّ هؤلاء الأنماط يجب على المدرب أن يكون لديه الوعي الكافي للتعامل معهم ليكون قادراً على ابتكار برنامج يعمل به وأسلوب تفاعلي لإيصال المعلومة للطفل. وبذلك نكون قد ساهمنا بخلق فرص عمل للشباب و نشر المعرفة والتطوّر بأسهل السبل.