الحوراني: نحو مشهد ثقافي مغاير

الملحق الثقافي- حوار: فاتن دعبول:
انشغل العالم باجتماع القمة العربية التي تطرقت في محاورها إلى غير شأن اجتماعي واقتصادي وسياسي، ولا شك أن أي تغير يطرأ على الساحة العربية، سيجد أصداءه على الواقع العربي إن كان لجهة العلاقات الدولية أم العربية، وما يمكن أن ينعكس على واقعنا المحلي في مشهده السياسي ومن ثم الثقافي.
وجميعنا يدرك أن الساحة الثقافية العربية غنية بأدبائها ومفكريها والمبدعين الذين طالت شهرتهم الآفاق، وأي انفتاح سياسي سيشكل مرحلة جديدة في تطور وانتشار الفنون الثقافية كافة، وهذا أمر لا يمكن تجاهله، وعليه فإن السؤال الذي يمكن أن يتبادر إلى الذهن: هل ستشهد القادمات من الأيام وفي ظل هذه المتغيرات السياسية، مشهداً ثقافياً مغايراً؟
وللوقوف عند أهم مقومات استنهاض المشهد الثقافي وتطوره، كان اللقاء مع د.محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب الذي بادرنا بالقول:
من المؤسف أن يكون الواقع الثقافي مرتبطاً وتابعاً للواقع السياسي، ومن المؤسف أيضاً أن ينظر المثقف إلى السياسي بوصفه مانحاً للحقوق والامتيازات، لأن هذا يعني بالضرورة تبعية المثقف للسياسي، وتأدية وظائف وواجبات للسياسي لا تنسجم في كثير من الأحيان، مع قناعات المثقف ومبادئه.
تحقيق الأمن والحرية
ويبين أنه انطلاقاً مما تقدم يمكننا القول: إن تجدد المشهد السياسي يستدعي بالضرورة تجديداً ونهوضاً في المشهد الثقافي، عندما يكون المثقف» إمّعة» وتابعاً للسياسي يأتمر بأوامره، أما عندما يكون المثقف صاحب قرار ورأي مستقل، فالواجب عليه أن يعمل في أصعب الظروف وأحلكها، وأن يكون داعية لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخلافات بين الأنظمة السياسية المختلفة، وفي هذه الحالة لا يمكن للمشهد السياسي المتجدد أن يستنهض مشهداً ثقافياً مغايراً إلا بمقدار مناخ الحرية والديمقراطية التي يخلقها السياسي للثقافي، وهو مناخ لا يتحقق إلا بمصداقية المثقف وشعبيته الواسعة وصدقه في الانحياز لقضايا أمته المصيرية، وقضايا شعبه، وفي مقدمتها تحقيق الأمن والحرية والرخاء الاقتصادي.
أما عندما يقبل المثقف أن يكون منطقة من مناطق نفوذ السياسي وملكاً من أملاكه، فإن المشهد الثقافي سيبقى عاجزاً عن النهوض، سواء تحقق هذا النهوض سياسياً أم لم يتحقق، ذلك أن قادة هذا المشهد قبلوا أن يكون رأيهم مصادراً وكلمتهم تابعة.
تعزيز مفهوم المواطنة والانتماء
وأوضح رئيس اتحاد الكتاب العرب أن التواصل الثقافي بين أبناء الأمة، يجب أن يكون مستمراً، كما يجب على النخب الثقافية أن تعمل على تعزيز الديبلوماسية الثقافية الجامعة لأبناء الأمة، وهي ديبلوماسية هادئة وبناءة وقادرة على تجاوز الخلافات، لأنها تقوم بشكل أساسي على المصلحة التاريخية العليا لأبناء الأمة، بعيداً عن المصالح الآنية والضيقة التي تتحكم بالمشهد السياسي، لترتقي به حينا، وتهبط به في أحيان كثيرة.
لقد آن الأوان للاشتغال على المشتركات الثقافية والتاريخية والتربوية وتعزيز مفهوم المواطنة والانتماء، وتعميق مفهوم الهوية بمعناها الجامع لكل أبناء الوطن، وهو ما يؤسس لثقافة عربية جامعة وقادرة على استنهاض مشهد سياسي يليق بالأمة وتاريخها.
          

العدد 1145 –  23-5-2023  

آخر الأخبار
رفض الهجري للسلطة المركزية يعمّق الأزمة في السويداء ويثير تساؤلات حول البدائل المطروحة  توقف السرافيس في حلب يعيد رسم مشهد النقل "المالية" تعلن رفع الحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل على الرواتب والأجور مع تعذر إدخال كميات جديدة من الوقود..  "الاتصالات": الخدمات في السويداء ستبقى عرضة للانقطاعات  أكاديميو طرطوس لـ"الثورة":  سوريا الواحدة الموحَّدة أمانة في أعناقنا  المبعوثة البريطانية: تقرير التقصي حول أحداث الساحل رسالة بأن المحاسبة ستشمل جميع الجرائم  باراك: احتواء الأعمال العدائية في السويداء يتم بوقف العنف وحماية الأبرياء   بحث احتياجات المهجرين من السويداء مع "الأغذية العالمي" بدرعا سوريا تندّد بمنع دخول قافلة إنسانية إلى السويداء وتحذّر من تداعيات أمنية خطيرة داعم للأسر الريفية في طرطوس.. "تربية الأبقار" مشروع متناهي الصغر رويترز: شركات أميركية تعد خطة لإعادة تأسيس البنية التحتية للطاقة في سوريا من التسرّب إلى التسوّل.. حكايات ترقب بصيص النور في نفق الأمل تفقد مراكز إيواء المهجرين بالريف الشرقي في درعا استبدال وتوسيع مراكز تحويل كهرباء بالقنيطرة دعم المحاصيل وتحسين أنظمة الري في ريف سمعان بحلب آثار حلب تستعيد نحو 1000 قطعة أثرية ثمينة حلب تبسط تراخيص البناء لتمهيد الطريق أمام الإعمار تطوير خطة شاملة بحلب لإدارة النفايات وإعادة تدويرها جنرال إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل في حالة ضبابية وتصدع داخلي إعادة التشجير.. أمل أخضر ينبت من رماد الحرائق