حمص – الثورة – ابتسام الحسن:
اختتم ملتقى جامعة البعث السينمائي فعالياته مساء اليوم بالفيلم الطويل “دم النخل “إنتاج عام 2019 للمخرج نجدة أنزور وتأليف ديانا كمال الدين “إنتاج المؤسسة العامة للسينما”حيث يوثق الفيلم مسيرة عالم الآثار خالد أسعد الذي أعدمه تنظيم داعش بعد سيطرته على مدينة تدمر. وتتداخل مشاهد الفيلم بين الماضي ممثلًا بملكة تدمر زنوبيا، والحاضر ممثلًا بعالم الآثار خالد الأسعد الذي رفض الخروج من المدينة خوفا وحفاظا على آثارها من النهب والسرقة غداة سيطرة تنظيم داعش عليها عام 2015 والفيلم يمتد لساعتين من الأحداث مع مزيج من التوثيق التاريخي لما حدث فعلا من ارتكاب تنظيم داعش الارهابي لجرائم وحشية بحق البشر والآثار الغارقة في التاريخ السوري و الدراما التي قدمت الأحداث بطريقة مؤثرة ومشوقة في الوقت ذاته .
كلمة ختام الملتقى ألقاها المخرج عوض القدور أكد أن الطلبة أهم ما في الملتقى ووصفهم بفاكهته وأن حمص تعشق السينما كعشقها لبقية الفنون والآداب مؤكدا أهمية الملتقى وعمق ثقافة أهل حمص وطلاب جامعتها ونوه أنه تم عرض ستة أفلام في ثلاثة أيام وتكمن أهمية توقيت الملتقى في نهاية عام دراسي فهو ترفيهي من جهة وتثقيفي من جهة ثانية للتعريف بالانتاج السينمائي السوري المتنوع بمواضيعه وتعدد مخرجيه ولفت إلى أن الحرب الطويلة على سورية ألقت بظلالها السوداء على السينما شأنها شأن بقية القطاعات وكل مخرج له رؤيته في تناوله لقضايا الحرب وآثارها المدمرة التي طالت جميع مناحي الحياة وأشار إلى استمرار العروض السينمائية والورش والندوات خلال الفترة المقبلة القريبة .
نذكر أن اليوم الثالث من الملتقى بدأ عروضه في الساعة الحادية عشرة صباحا بفيلم “الظهر إلى الجدار”للمخرج أوس محمد من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وبطولة الفنانين أحمد الأحمد وعبد المنعم عمايري
ركز الفيلم على تأثير الحرب في مصير الشخصيات وضياعها ومحاولتها الحصول على الاستقرار النفسي ورتق الذاكرة وإكمال القطع الناقصة في تركيبة الحياة السورية.
المخرج أوس محمد عبر عن سعادته بإقامة الملتقى في جامعة البعث لافتا إلى اختلاف جمهور حمص عن جمهور بقية المحافظات وشغفه بالفن والثقافة وكيفية تقبله للسينما بشكل عام والافلام في الملتقى بشكل خاص لافتا إلى معاناة أهالي حمص خلال الحرب وما تعرضوا له من أعمال وحشية ترسخ في التاريخ والذاكرة معبرا عن شجاعة الأهالي وصمودهم في مواجهة الآلام التي عاشوها ولاتزال المدينة شاهدة على الدمار حتى الآن والسينما انعكاس ومحاكاة للواقع على اختلاف أحواله ونوه أن الحرب تنتهي عندما يتم إعادة إعمار سورية كاملة وتحدث عن صعوبة تصوير فيلم ( الظهر إلى الجدار ) وإخراجه للجمهور بأفضل صورة ممكنة.