الثورة – همسة زغيب:
أقامت المحطة الثقافية في جرمانا وبالتعاون مع فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب ندوة بعنوان (دور التربية في مواجهة المنظومة الإلكترونية التي تهدد الشباب) شارك فيها نخبة من الأدباء والإعلاميين والباحثين.
ركزت الندوة على خطر العولمة وغزو عقول الأطفال والشباب والنظم الجديدة التي تحولهم إلى جيل لا يستطيع أن يدافع عن نفسه في المستقبل.
فالعولمة في مضمونها، تطوير لمشاريع الهيمنة والاستعمار والإمبريالية، مستغلة التطور التقني في مجالات الاتصالات والمعلومات، لذلك من الضروري التأكيد على أهمية حماية الأطفال والشباب وضمان مستقبلهم وضرورة التفاهم والتربية على المحبة، لضمان التفاعل الاجتماعي الإيجابي الذي يحافظ على مستقبل الأجيال القادمة.
رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب محمد خالد الخضر قال علينا التمسك بالأخلاق والتربية المنزلية الصحيحة وتكوين الشخصية الإيجابية، لأن الثقافة عنصر أساسي في الحياة، وهي تشمل العادات والتقاليد والمعتقدات والأفكار والفنون والآداب وحقوق الإنسان، لذلك نرى أن العولمة ترتبط ارتباطاً عضوياً مع وسائل الاتصال الحديثة التي تنشر أفكاراً وقيماً ومفاهيم وعادات اجتماعية مختلفة بعيدة عن قيمنا وثقافتنا، فهي جاءت نتيجة المنظومات الثقافية المصطنعة التي ينشرها الأعداء بطرق مختلفة.
وأما رئيس شعبة التوجيه التربوي في ريف دمشق عبد القادر عموري تحدث عن سلبيات وإيجابيات المنظومة الالكترونية، وعن ضرورة تفعيل دور المؤسسات التربوية في توعية فئة الأطفال واليافعين عن مدى قيمنا وثقافتنا، لأنها تجذب إليها الشباب وكل من يشاهدها في تلك الفضائيات مثل الأكل والشرب والغناء والرقص، وهذا يؤثر سلباً على أفكارهم وأخلاقهم ويؤدي إلى تدمير شخصياتهم الوطنية، لذلك نحن بحاجة إلى تدابير وقائية ومجموعة من الحلول كتوعية جيل الشباب لمواجهة تلك المخاطر، مؤكداً على ضرورة المراقبة المستمرة لما يشاهده الأطفال والشباب لحمايتهم من الانجرار وراء ما تبثه أجهزة الخلوي والشبكة العنكبوتية من محتوى سلبي، فالتمسك بالثقافة والقراءة والألعاب الرياضية هو الأفضل لإنشاء الجيل القادم.
كما أكدت الإعلامية والفنانة نغم الحسين على أهمية دور المرأة في الدفاع عن الأطفال والشباب وبناء مستقبلهم بالشكل الأمثل.
وفي الختام دعت مديرة منتدى نقرأ لنرتقي هند الراضي إلى محاولة تشجيع الأطفال على متابعة ما هو إيجابي في الشبكة الإلكترونية، من قصص وأشعار تنمي وتطور ثقافتهم وشخصيتهم لتحقيق مستقبل إيجابي، لأن العولمة تهمش الهوية وتدمر الثقافة الوطنية وتدمر كل القوى التي من الممكن أن تقف في وجهها. إن انعكاسات العولمة الاقتصادية والامتدادات الاجتماعية والثقافية والسياسية بعد انتشار ثورة المعلومات والاتصالات أصبحت واضحة ولا يمكن التغاضي عنها، كونها تعتبر من وجهة نظر البعض جانباً من الحقيقة لكنها خطر تستهدف السيطرة والهيمنة على إنسانية الإنسان، وتفرده وهويته، وعقله من خلال ثورة المعلومات، أي استهدفت الإنسان كونه كائناً عاقلاً يمارس ملكة التفكير.