لأننا أبناء العلم والمعرفة، والكلمة والحرف الأول كان ومازال اهتمامنا بالكتاب شيئاً أساسياً وجوهرياً في حياتنا.
فمن المعروف أن القراءة حياة ثانية ومعرفة، ومن يقرأ يصل كما يقال في التراث العربي، صحيح أن الكتاب قد مر بأزمة خلال المرحلة الماضية لكن الأكثر صحة أنه لم يتوقف عن الصدور في سورية، والدليل على ذلك المشاركة السورية المهمة والفاعلة في المعارض العربية.
أما في الداخل فلم تقف المؤسسات المعنية عند الدعوة للقراءة وشرح أهميتها، بل طرقت أبواب الجامعات والمعاهد والمدارس وقدمت الكتاب بسعر زهيد، وهنا نشير إلى تجربة اتحاد الكتاب العرب في الذهاب إلى المناطق النائية وافتتاح مكاتب وتزويدها بالمطبوعات، وكذلك تقديم الكتاب بسعر شبه مجاني، وذلك لأن هدف تلك المؤسسات ليس ربحياً بل هو نشر الثقافة ودعم الكتاب والتشجيع على اقتنائه وقراءته، وعلى الطريق نفسه مضت الهيئة العامة السورية للكتاب، فها هي تفتتح مجموعة معارض في الجامعات ومدنها، حيث الطلاب الذين يقبلون على شراء الكتاب والاستفادة منه ولاسيما أن تلك المعارض غنية بالعلوم والآداب والشعر والفلسفة.. الخ.
بلا شك هذه الخطوة مهمة في ظل ازدحام وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأسرة والأبناء مما أدى إلى تراجع دور الكتاب نسبياً.
هذه الخطوة يجب أن يتبعها خطوات أخرى بضرورة إقامة المعارض بشكل دائم في الجامعات والمدارس كافة، وذلك لأن عملية النشر من العمليات المهمة التي يجب علينا الاهتمام بها جميعاً ولاسيما أن إنتاج المعرفة يعني خلق مناخ الإبداع والابتكار والثقافة النقدية، وتشجيع طرح التساؤلات البحثية وصياغة التصورات والرؤى.