الثورة – منهل إبراهيم:
الولايات المتحدة لا توفر فرصة لاستفزاز الصين في العديد من القضايا كمحاولات تطبيع العلاقات مع تايوان، وإظهار قدراتها العسكرية واستعراضها على الحدود الصينية، وإطلاق التصريحات حول تعزيز القدرات العسكرية لردع الصين، في وقت وعلى النقيض تماماً تحاول دول أخرى كفرنسا الابتعاد عن إثارة غضب الصين عبر تهدئة الأجواء ورفض بعض الخطوات التي تستفز بكين.
وفي هذا الإطار حذَّرت كريستين ورموت، وزيرة الجيش الأمريكي، مما وصفته بـ “السلوك المقلق” للجيش الصيني، مشيرة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تعزز قدرتها على الردع.
وزعمت ورموت أن “الصين تنتهج سلوكاً عدوانياً في المنطقة”، مشيرة إلى أن تعزيز قوة الردع سيجعل الصين تتراجع عن مساعيها لاستخدام القوة العسكرية ضد “تايوان” (الصين)، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها.
وبنبرة حادة تحذيرية لفتت الوزيرة الأمريكية إلى أن وجود قوات عسكرية ذات قدرات قتالية عالية في المنطقة سيمثل رسالة للرئيس الصيني وكبار القادة العسكريين في الصين حتى لا يقدموا على استخدام القوة ضد تايوان.
وتابعت: “يمكننا إظهار قوة الردع من خلال المناورات المشتركة التي تظهر قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة، تشمل الهجوم الجوي واستخدام أنظمة المدفعية المختلفة ومنها هيمارس”.
والأحد الماضي، أعلنت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أن سفينة حربية صينية اعترضت مدمرة أمريكية في مضيق تايوان.
وفي ذات اليوم، قال وزير الدفاع الصيني لي شانغفو، إن هناك تجدداً في عقلية الحرب الباردة، ما يزيد بشكل كبير من التهديدات الأمنية”، مشيراً إلى أن بعض الدول توسع قواعدها العسكرية وتزيد من سباق التسلح في المنطقة.
وزادت التوترات بشأن تايوان بشكل كبير في آب الماضي بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي تايبيه على الرغم من تحذيرات بكين، وأدانت الصين رحلة بيلوسي، التي اعتبرتها بادرة دعم للانفصالية، وشنت مناورات عسكرية واسعة النطاق بالقرب من الجزيرة.
وتعارض بكين أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمراً لا جدال فيه.
وعلى النقيض من مواقف واشنطن وقفت فرنسا، حيث أعلنت هيئة البث اليابانية أن باريس عبّرت عن رفضها لمقترح إنشاء مكتب اتصال لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في اليابان.
ونقلت الهيئة عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله: “الناتو هو منظمة مختصة بمنطقة شمال الأطلسي وحدودها محددة في الميثاق”.
وأوضح المصدر أن موقف فرنسا يرتبط برغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين وعدم إثارة غضبها.
وأعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في وقت سابق، أن الحلف يدرس إمكانية فتح مكتب اتصال في طوكيو، وأكدت وزارة الخارجية اليابانية ذلك لاحقاً.
وفي وقت سابق، أكدت الصين أن خطط حلف شمال الأطلسي (الناتو) لفتح مكتب له في اليابان تثير قلقاً كبيراً للمجتمع الدولي، وخاصة دول آسيا والمحيط الهادي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، في مؤتمر صحفي: “في نهاية المطاف، ما هي نيات “الناتو”، لقد تسبب بالفعل في قلق كبير للمجتمع الدولي، وخاصة دول منطقة آسيا والمحيط الهادي”.
السابق