كما كل دورة امتحانية للشهادات العامة في كل عام تبدو مشاهد ومواقف القلق وحالات الاستنفار للكثيرين جداً من أسر وطلاب، حيث تعلق الآمال الكبيرة على هكذا امتحانات لما لها من أهمية، بل هي تحديد مصير ومستقبل كل من يرنو لبلوغ درجات العلا ، وأعلى درجات التحصيل العلمي كحلم يرافق الجميع منذ بدء المراحل التعليمية الأولى.
ومع بدء امتحانات الشهادات العامة اليوم، بعد اتخاذ كثير من الإجراءات والاستعدادات اللازمة لانجاز هذه العملية الامتحانية بكل يسر ونجاح، هناك الكم الهائل من الجهود والأعمال التي تنجز على جوانب وتفاصيل عدة لكل ما يتعلق بالامتحانات، وما تتطلبه من تحضيرات على مستويات الإشراف والمراقبة وأعمال التصحيح لاحقاً، وغيرها من أعمال كثيرة أخرى.
ففي جوانب ما يرصد من صور وحالات تلامس جزئيات العملية الامتحانية، يلحظ هذا العام المبادرات الإيجابية، ولفتات إنسانية مهمة للغاية من كثير من أشخاص أصحاب وسائل نقل على خطوط نقل مختلفة، لاسيما في الأرياف البعيدة والقرى النائية التي تعاني من صعوبات النقل والتنقل بشكل عام.
ولتسجل هذه المبادرات صوراً جميلة للتعاضد الاجتماعي والإحساس بالآخر، ولو بأبسط أشكالها ومحدوديتها، حيث تبرع هؤلاء الاشخاص بنقل طلاب الشهادات خلال فترة الامتحانات إلى مراكز امتحاناتهم في المدينة وانتظارهم حتى خروجهم من الامتحان وإعادتهم إلى القرية بشكل يومي ومجاناً بدون أي مقابل، في وقت تبدو هذه المبادرة في مكانها نظراً لمعاناة مشكلة النقل المستمرة في هذه المناطق.
كما لا يمكن إغفال عدة صعوبات وإشكاليات قد تحدث هنا وهناك خلال الامتحانات، لاسيما ما قد تعانيه بعض المراكز الامتحانية من تباين في تأمين التجهيزات مع العدد الكبير المحدث لاستيعاب إعداد الطلاب المتقدمين للامتحانات العامة لهذه الدورة، سواء المراقبين والمشرفين وغيرهم، وما يعانيه أيضاً كثير من المراقبين من صعوبة الوصول للمراكز المكلفين بالمراقبة فيها.
ومع كل ما قد يحدث ويواجه القائمين على العملية الامتحانية من عوائق، وكون الامتحانات في بدايتها، مهم للغاية الرصد اليومي لجميع التفاصيل، والإسراع في تدارك ما يمكن حدوثه من سلبيات، مع التقيد بتعليمات المراقبة والعمل على تأمين الأجواء الهادئة والمريحة لجميع الطلبة، وحل أي مشاكل بهدوء وتعاون بين الجميع وبما يحقق المصلحة العامة للطالب.