ميساء الجردي:
لا يكتمل التأهيل والتدريب بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة إذا لم يقترن بالأنشطة الترفيهية والتعليمية..ضمن هذا الإطار وبهدف بناء جسور إيجابية بينهم وبين المجتمع والتأثير في سلوكياتهم أقامت مؤسسة (حدودي السما) التنموية بالتعاون مع فريق (عقدت العزم) فعالية ترفيهية لأطفال الجمعية وذويهم والكادر التعليمي والتدريبي في المؤسسة تمتع الأطفال خلالها بأجواء من الفرح والغناء والرقص.
عن هذا النشاط وأهميته بالنسبة لأطفال ذوي الإعاقة أكدت رئيس مجلس الأمناء للمؤسسة عروبة القصار أن الأنشطة الترفيهية والتعليمة تأتي ضمن أولويات العمل في المؤسسة لما لها من دور كبير وإيجابي يسهم في تنمية شخصيتهم من الناحية الاجتماعية والعقلية ويعزز ثقتهم بأنفسهم. مشيرة إلى الأسلوب التربوي والمنهجي الذي يعملون عليه تجاه الأطفال، وكيف يقدمون لهم الدعم بجميع أشكاله لمساعدتهم بتجاوز مراحل علاجهم بنجاح وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم من خلال تدريبهم وتأهيلهم ليصلوا إلى مرحلة الاندماج في المجتمع. بالوقت نفسه تحدثت القصار عن بعض المعوقات التي تواجههم بسبب غلاء أجرة المقر الذي يتضاعف كل فترة شاكرة تعاون أهل الخير معهم ومتمنية من الجهات المعنية مساعدتهم على حل هذه الإشكالية.
من جانبها لفتت المديرة التنفيذية للمؤسسة السيدة ناديا العاقل إلى ما تشكله الأنشطة الترفيهية من لبنة أساسية لتقوية شخصية الأطفال والعملية التربوية والتعليمية لديهم، وهذا ما تقوم بها المؤسسة بين الحين والحين انطلاقاً من حرصهم الدائم على إيجاد أجواء ودية ضمن المؤسسة وخارجها وبناء علاقة طيبة بين الكادر التعليمي وأهالي الأطفال ما يخلق فرصة للأطفال للتفاعل واللعب مع بعضهم بعضاً والانخراط في الطبيعة خارج المؤسسة.
وأكدت أنه لا يكفي أن يلتزم الأهالي بتنفيذ الخطط التي تضعها المؤسسة بل عليهم أن يكونوا أكثر تفاعلاً مع أطفالهم، ولعل هذا السبب المباشر لتنظيم الفعاليات، ودعم الأطفال للعيش مع المجتمع الخارجي، ورفع معنوياتهم وبالوقت نفسه مساعدة الأهالي على المثابرة في علاج أطفالهم، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم. مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل على مرحلة التدخل المبكر من عمر سنتين إلى أربع سنوات والمرحلة التنمية الفكرية، وأشارت العاقل إلى وجود ثلاثة أطفال سيتم تحويلهم حالياً من مرحلة التدخل المبكر إلى الدمج فوراً في الروضات نتيجة تفاعلهم وتجاوبهم الجيد، حيث كانت خطة العلاج معهم ناجحة جداً.
وأشارت السيدة غادة الحمامي عضو مجلس الأمناء في المؤسسة إلى وجود اجتماعات دورية تعقد في مقر المؤسسة بحضور أهالي الأطفال للاستماع إلى ملاحظاتهم ومطالبهم واحتياجاتهم ومشاكلهم التي تواجههم مع أطفالهم في المنزل إضافة إلى معرفة التطورات التي تطرأ على حالة الطفل من الجانب الصحي والسلوكي. لما لذلك من دور كبير في تحقيق الدمج.
من فريق «عقدت العزم» التطوعي الذي يقوم منذ أربع سنوات وبالتشارك والتعاون مع عدة جهات اجتماعية من جمعيات خيرية ومؤسسات تنموية ومدارس وغيرها من فئات المجتمع، تحدثت راما الحمامي عن الدعم النفسي والمعنوي الذي يقدمه الفريق لكل فئات الأطفال سواء أكانوا أيتاماً أم فقراء أم أطفال إعاقة، مشيرة إلى أن النشاط الترفيهي مع مؤسسة حدودي السما يأتي في هذا الإطار بهدف مشاركة الأطفال فرحتهم وسعادتهم وضحكاتهم، فليس هناك أجمل من رسم الفرحة وزرع البسمة على وجوههم.
تروي والدة أحد الأطفال قصة التحاق ابنها بالمؤسسة منذ شهر وذلك بعد أن لاحظت تصرفات معينة لا تناسب عمره وكان رأي الأطباء المختصين أنه يحتاج لجلسات تنمية فكرية وتعديل سلوك وزيادة تواصل بصري إضافة لتأخر النطق لديه. مؤكدة أنها لمست تحسناً ملحوظاً لدى طفلها من حيث الانتباه والتواصل رغم قصر مدة العلاج. بينما أكدت والدة الطفلة روند «متلازمة داون» والتي التحقت بالمؤسسة منذ سنتين أن سلوك ابنتها كان سلبياً أثناء تعاملها مع الأطفال ولكن وبفضل الأسلوب التربوي والتدريبي للمؤسسة تعدل سلوكها، وأصبحت تتعامل مع أقرانها بود ومحبة. كما تحدثت والدة الطفل فارس والذي يعاني من طيف توحد عن التحسن الكبير الذي طرأ على حالة طفلها من حيث التواصل البصري وتمييز الأشياء منذ التحاقه بالمؤسسة منذ أكثر من عام في حين كان يعاني من هذه الأمور سابقاً.