الثورة _ حسين صقر:
أي شخص منا قد يتعرض لظروف أو مواقف يضطر فيها لأن يحسب مسألة أو أرقام معينة صعبة دون أن يمتلك حينها ورقة أو قلم أو آلة حاسبة، لذا من الضرورة بمكان أن يلم بمبادئ الحساب الذهني على أقل تقدير، لأن من يجيد الحساب الذهني لن يعاني مطلقاً في هذه الحالة، و سيقوم بعدد من الخطوات لكي يحل تلك المسائل الحسابية المعقدة بشكل ذهني، دون استخدام أي أدوات مساعدة.
ولكن القيمة المضافة على تعلم الحساب الذهني، تعليمه بلغة ثانية لأن ذلك يرسخ الفهم والمعرفة ويزيد التركيز ويقوي الشخصية ويعزز الثقة بالنفس ويطوّر الملكات والصحة العقلية ويمكّن المتعلم من الوصول إلى النتائج بدقة عالية، كما ينمي الذاكرة ويحسن القدرة على الملاحظة والاستماع والحفظ.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع تواصلت « الثورة» مع مدربة الحساب الذهني في اللغة الانكليزية رشا برهوم، والتي أكدت أن تعليم هذه المهارة بلغة ثانية يقوي الذاكرة من خلال عدة محاور : وهي زيادة القدرة على التركيز و تنمية مهارات الإدراك والفهم وسرعة البديهة، وبالتالي فالحساب الذهني يترك أثراً إيجابياً على الطفل ويزيد المهارات الخيالية و الطاقات الإبداعية، موضحة أن تعلم الحساب الذهني باللغة الانكليزية اختيارياً، و نحن نعلمه باللغات العربية و الانكليزية وحتى الألمانية، ولكن اللغة الانكليزية لغة محببة للطفل ومشتركة بأغلب الدول فيشعر الطفل بالمتعة عند تعلم الحساب الذهني بها، وهو ما يساعده على حفظ مفردات رياضية بلغة ثانية وأخرى جديدة، كما يتم تحفيزه على الحديث والاستماع لتلك اللغة، موضحة أن ثمة صعوبات، تواجهها أثناء عملية التعليم تلك، حيث هناك حالات عديدة يعاني منها الأطفال وقد تسبب صعوبات بالنسبة لتعلم الحساب الذهني، كالشرود وقلة التركيز والخجل ولكن مع الوقت والتدريب وبالتعاون مع الطفل والأهل نتمكن من تجاوز هذه الصعوبات وتخطيها.
وأشارت أن هناك أيضاً صعوبات تخص الأهل، وهي عدم إدراك بعض الأهل لأهمية الحساب الذهني وعدم معرفتهم به وابتعادهم عن الطفل أثناء تعلمه، من باب لا أعرف شيئاً، في الوقت الذي يجب أن يلازم هؤلاء الأهل أطفالهم، ومتابعتهم لحظة بلحظة ودرساً بدرس، مشيرة إلى أنها حاولت تخطي تلك الحالة مع الأهل، من خلال دعوتهم لحضور جلسات توضيحية شرحت فيها النقاط الأساسية لتعليم الحساب الذهني، وكما قامت بتصوير مقاطع فيديو وإرسالها للأهل لتكون لديهم صورة واضحة عن هذه المهارة وتلك المعرفة، وبالتالي لتكون لديهم القدرة على تعليم أطفالهم ومتابعتهم لأن الطفل في مسيرة حياته التعليمية بحاجة للمعلم والأهل معاً للوصول إلى نتيجة أفضل.
وعن الطرق والأساليب المستخدمة لتسهيل عملية التعلم، نوّهت مدربة الحساب، أنه على المدرب أن يعمل على خلق جو من المتعة والحماس أثناء عملية التعلم، وبالتالي عليه تنويع أساليبه بين الإلقاء والتفاعل والتشارك في الأفكار مع الطفل وعليه إيجاد الوسائل التي تخدم طرائقه قد تكون وسائل جاهزة كالمعداد (الأبكوس) والسبورة والألعاب الجاهزة والبطاقات التعريفية بالأرقام وقد يصنعها ويعدها بيده بالتشارك مع الطفل لكسر الحاجز بين المدرب والطفل، ويصبح التعلم عن طريق اللعب أكثر متعة وحماس بالنسبة للطفل، واقترحت كمدربة إدراج مادة الحساب الذهني كقسم من الرياضيات في المدارس، وباللغة الانكليزية، حيث من الضرورة أن يدرك الجميع القيمة الحقيقية للحساب الذهني من خلال صقل شخصية الطفل وتأثيره على فهمه واستيعابه لباقي المواد العلمية.
وختمت برهوم يمكن تعريف الحساب الذهني بأنه من الوسائل التعليمية التي ظهرت بالعصر الحديث، ومن خلالها يقوم الشخص بالعمليات الحسابية مستخدماً العقل البشري فقط، دون الحاجة الى أي مساعدة من الحواسيب أو الآلات الحاسبة أو الأقلام والأوراق وغيرها من الوسائل المساعدة، حيث المهارات الرياضية تنشط الجانب الأيسر من الدماغ، وبالمقابل فإن الحساب الذهني يطوّر القدرة على التركيز، الأمر الذي يؤدي إلى تنشيط الجانب الأيمن من الدماغ، وهو الجانب المتخصص بالتفكير والإبداع حسب الخبراء.
