كرة القدم السورية اليوم باتت مشكلة كبيرة جداً، وهي اللعبة الشعبية الأولى، فهي التي كما يُقال تحظى بالاهتمام على كل المستويات، ولكن هذا الاهتمام يختلف من طرف إلى آخر، فالطرف الأكبر وهو الجمهور مهتم ومتابع بشغف للرياضة الجميلة، وحريص على أن تكون متطورة ومنافسة كما يشاهد في العالم أجمع، ولكنه يكتفي بالتشجيع والحماسة مع ناديه ومنتخباته مع التحسر على تراجع مخيف إدارياً وفنياً وأخلاقياً.
وطرف آخر يهتم بكرة القدم، وهذا الطرف يضم إداريين ومرتزقة يريدون من اللعبة مكاسب إما مادية أو معنوية أو الاثنين معاً.
هناك من يقول: إنّ كرة القدم في خطر كبير جداً، والخطر بدأ مع دخول اتحاد اللعبة منذ سنوات شخصيات لاعلاقة لها باللعبة، وازداد الخطر مع تحكم ووجود شخصيات تدير الأمور بحسب العلاقات الشخصية والمصالح، وازداد وازداد مع إهمال الملاعب وإيلاء الأمور في المنتخبات والأندية ولجان الاتحاد إلى من هم ليسوا أهلاً للكفاءة والمسؤولية، فكانت النتائج دوري ضعيف غير منتظم ومنتخبات فاشلة وخسائر بالجملة كان آخرها بالأمس مع منتخب فلسطين لمنتخبنا الأولمبي الذي هو أمل ورديف منتخبنا الأول، ونحن هنا لا نقلل من قيمة المنتخب الشقيق المتطور، ولكن عندما تقترن الخسارة بأداء سلبي ومع مدرب أجنبي تكرر فشله مع منتخباتنا فهناك مشكلة.
ويتوازى مع المنتخب الأولمبي منتخب الرجال الذي هو صورة أخرى للتخبط والإدارة الفاشلة، والحديث عن منتخب هو واجهة رياضتنا فيه الكثير من الملاحظات بدءاً من استقدام طاقم فني أجنبي بتكاليف كبيرة جداً، يعزز هذه الملاحظات طريقة وخطة التحضير لبطولة كأس آسيا والأسماء المدعوة لمعسكر فيتنام ومنها أسماء بالية غائبة!
هذه هو الحال الذي لا يسر وينذر بكارثة رياضية وليست كروية فقط، والحل يكون بتدخل عاجل وتغيير شامل في كرتنا مع الدفع بالأفضل إدارةً وخلقاً وحرصاً على هذه اللعبة التي باتت منتخباتها ملطشة للجميع، وقد آن أوان التغيير وبسرعة، فهل نرى هذا التدخل أم تستمر المصالح المشتركة لتفرض نفسها على حساب رياضتنا الحزينة؟.