فاتن دعبول:
يتقنون فن الاستقبال، يستقبلون الضيوف بزيهم الهندي الذي يفاخرون به، وابتسامة تعبر عن العراقة والأصالة، وفي جولة في رحاب الهند عبر معرض الصور الضوئية التي التقطت بعين فنان ماهر، نجول بين هذه الأوابد التي تحكي تاريخاً حافلاً بالتراث المادي واللامادي، وتعكس جوانب الثقافة الهندية المتنوعة بما فيها الفنون والعمارة والرقص والطعام وغيرها الكثير، وتكشف لقطات فريدة من نوعها عن الثقافة الغنية والنابضة بالحياة في الهند.
تاريخ عريق
وعرضت لوحات معرض التصوير الضوئي الذي نظمته السفارة الهندية في دمشق، واحتضنه مركز ثقافي»أبو رمانة» العديد من الأماكن التي تشتهر بها الهند ومنها الأسواق الشعبية التي تضم كثيراً من المقتنيات والهدايا التذكارية، وبعض الأكاديميات التي تدرس الفنون وخصوصاً فن الرقص، وتلفتنا صوره عن متحف الحياة القديمة الخاصة «بحيدر أباد» بجميع تفاصيلها، حيث يمتلك التحف الفنية والقطع الأثرية القيمة التي تعكس الحياة التاريخية والاجتماعية القديمة للمدينة.
ولا حدود للإبداع في بناء الصروح المعمارية التي تجسد مهارة قلّ نظيرها وخصوصاً في بناء المعابد والأماكن الأثرية وتاج محل خير شاهد على عظمة ذاك الصرح من حيث البناء والتصميم، ومتحف غاندي الوطني الذي يعرف الأجيال بتاريخ هذا المناضل العظيم.
ناهيك عن صور لزعماء الهند وحكمائها ممن كانت لهم بصمات خالدة في ازدهار الهند وتطورها، بالرغم من اتساع مساحتها وتعدد الأديان واللغات فيها، لكن يجمعهم جميعاً حب الهند والحفاظ عليها.
مشاريع قادمة
وبينت د.لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن الهند دولة شقيقة وقفت إلى جانب سورية في الحرب، واليوم ومن خلال هذه الفعاليات الثقافية نعزز علاقتنا الثقافية لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية، ونحن بدورنا نحترم ثقافة الهند، وتجمعنا معهم قواسم مشتركة كثيرة، وروابط تاريخية عميقة، نسعى إلى تعزيزها.
وأضافت: سورية والهند شعبان صديقان يربطهما طريق الحرير في الماضي وطريق البخور، وهناك مشاريع ثقافية كبيرة نسعى إلى تحقيقها وهذا أول الغيث، لدينا العديد من المشاريع وسنعمل على استضافة عروض فنية في مهرجان سينمائي حافل، وفرق راقصة وفرق غنائية، ولابد أن نذكر أن في الهند تقدم كبير في المجال التقاني، ونطمح أن نتعاون في هذا الإطار وليس فقط في إطار الأعمال الفنية، وهذه المشاريع التقنية ستوضع في خدمة المشاريع الثقافية وأتمتة كاملة لمكتبة الأسد الوطنية وإقامة متاحف افتراضية لفننا التشكيلي ولمواقعنا الأثرية وغيرها كثير.
علاقات متميزة
ولفت القائم بأعمال السفارة الهندية بدمشق فيجاي باندي إلى أن سورية والهند تمتلكان تاريخاً طويلاً من التبادل الثقافي، وهذه الفعالية ترسخ استمرار هذه العلاقات وتوطيدها.
وبين أن المعرض يعكس صورة عن مختلف مناحي الحياة الهندية من فنون معمارية ورقص ومأكولات شعبية، إضافة إلى خلق فرصة أمام السوريين للتعرف على الثقافة في الهند، وهذه هي البداية، وهناك الكثير من الفعاليات التي تخطط السفارة لإقامتها ومنها استقطاب فرق موسيقية وفنية راقصة وإقامة حفلات في سورية للتعريف بجوهر الحضارات وإبراز جمال فنون الأداء في الهند.
وأكد أن ثمة قواسم مشتركة تجمع بين البلدين سورية والهند وأهمها حسن الضيافة والكرم وتقدير فنون الموسيقا والرقص، والاهتمام بالثقافة كرافد كبير للمعرفة والفكر.
وتلا المعرض محاضرة ألقتها رؤى بيدق تضمنت عرض فيلم تسجيلي يحكي تاريخ الهند وأهم ما يميزها من احتفالات دينية وأعلام الأدب والفن التشكيلي والأعمال اليدوية المنتشرة في المعابد والمنازل، كما أظهر الفيلم ملامح تطور الهند التكنولوجي والطراز المعماري وخصوصاً المولات والأسواق الشعبية والمعابد.
هذا إلى جانب بعض العادات والقيم والأعياد التي يفاخر بها الهند، ومنها عيد الأخ والأخت، إذ تقدم الأخت سواراً إلى الأخ يضعه بيده يكون بمثابة وعد لها لحمايتها والوقوف إلى جانبها.
وتوقفت عند أهم جوانب التعاون السوري ـ الهندي ولاسيما الطبي في مجال تركيب الأطراف الصناعية لمتضرري الحرب، وكذلك المساعدات التي قدمتها الهند لمتضرري الزلزال، إضافة لبعض الفعاليات والتعاون مع وزارات عدة.