هو التصعيد في الميدان السوري وتحديدا في الشمال يختبر الخرائط السياسية التي ترسم في سورية والمنطقة وما تحت تلك الخرائط من نيات في انقرة وفي واشنطن ويختبر ايضا مدى فعالية تغيير المعادلات في المنطقة و قدرة الدول فيها على تمرير المبادرات من بين الغام العلاقة مع الغرب ودون تهييج (الثور) الاميركي اكثر خاصة بعد أن تجاوزت ما كانت تسميه اميركا الخطوط الحمراء !!
على ابواب استانة هناك حيث سيعقد الاجتماع الرباعي السوري التركي الروسي والايراني يصل صدى المدافع من مناطق خفض التصعيد اذا لابد لانقرة ان تهيأت للسلام أن تخوض حرب رفع سقف المطالب وربما هذه المرة مع الاميركيين فلا يمكن لاردوغان أن تحضر دبلوماسيته استانة وهو لا يملك الرد والتبرير عن تأخير جدول انسحابه من سورية والذي أكدت عليه دمشق كما أكدت على مكافحة الارهاب .. فالاحتلال والتطرف علتان تنخران في البلدان ولايمكن ان يكونا الا على حد سواء خاصة عندما يغذي احدهما الآخر .
تبرر انقرة تصعيدها في الشمال على انه محاولة لمطاردة قسد ولاندري ان كان اردوغان يتلمس ردود الفعل الاميركية ومدى جدية بايدن بالحفاظ على ورقة قسد او ينوي استبدالها وهناك ايضا من يختبر العدوان على الأراضي السورية مابعد المستجدات على الساحة السياسية السورية وهي اسرائيل بحججها الواهية لتبرير وقاحة القصف اذ يرمي الكيان من وراء استهدافه الغاشم الاخير لريف دمشق من تلمس بعض المواقف في المنطقة تجاه سورية وردود فعلها واستجرارها الى حيث تريد بالضغط والتشويش وان كان اردوغان يحاول فرز التحالفات واللعب مابينها بعد فوزه بالانتخابات فإن اسرائيل يبدو أنها باتت تفتش احداثيات كيانها نفسه وسط هذا التغيير الكبير ليس في الشرق الاوسط بل في عالم متعدد الاقطاب يصعد وربما قالتها علنا على لسان اعلامها المعادي وتقارير مراكز ابحاثها فعودة المصافحة بين سورية والجامعة العربية لها اثار سلبية على اسرائيل فقد قد يكون التطبيع الاسرائيلي منسيا في هذه المرحلة او مشروطا بما كانت يعجز عن الكيان الصهيوني سواء بمبادرة السلام او حتى بالحرب!!
التالي