الثورة _ فؤاد مسعد:
تحط مسرحية «أكاديمية الضحك» رحالها في اللاذقية يوم غد الجمعة لتقدم عرضاً واحداً على مسرح دار الأسد للثقافة فيها، والمسرحية التي سبق أن عرضت على خشبة مسرح القباني في دمشق ولقيت اقبالاً شديداً، ثم عرضت لمدة يومين في حمص على خشبة مسرح المركز الثقافي، تقدمها مديرية المسارح والموسيقا بالتعاون مع مدرسة الفن المسرحي، وهي من تأليف السيناريست والممثل والمخرج الياباني كوكي ميتاني، إعداد وإخراج د.سمير عثمان الباش، بطولة كل من الفنانين لجين إسماعيل وكرم حنّون.
العرض الذي امتد لساعتين تقريباً يناقش في لبوسه العام ثنائية الكتابة والرقابة، متناولاً في بطانته العديد من الأفكار والقضايا بكثير من الجرأة والتشويق، هي حكاية كاتب السيناريو المسرحي الذي يحاول المراوغة مع رجل الرقابة ليمرر نصه إلا أنه يصطدم بعقلية تصل حد المطالبة بالتغيير الجذري لماهية النص والذي قُدم بداية على أنه كوميدي ولكن سرعان ما تبدلت الأمور، ورضوخاً لمتطلبات الرقيب تبدأ عملية التحول شيئاً فشيئاً ليمسي النص بعيداً عن حالته الأساسية، فمن سيناريو مقتبس من «روميو وجولييت» يمسي مقتبساً من «هاملت» لأن هذا ما إرتآه الرقيب، لكن رضوخ الكاتب للشروط المتتالية لم يكن مجانياً لأنه بث في عمله روحاً انتقادية مرر من خلالها سخريته حتى من الرقيب نفسه.
علاقة المد والجزر بين الشخصيتين بما يكتنفها أحياناً من تبادل للأدوار، كشفت عن مواقف فيها حالة من البوح والمصارحة والعودة إلى دواخل النفس وما تعتلج به من متناقضات، وعديدة هي المفارقات التي أظهرت ما يتمتع به الرقيب من جهل وأمية معرفية وثقافية، كما برزت في العرض رموزاً حملت فلسفتها وحيكت بذكاء بما فيها «الغراب والحساسين» وإسقاط ذلك كله على شخصيتي الرقيب والكاتب
التالي