بناء المجتمعات بناء سليماً وقوياً لا يكون إلا بتضافر جميع الأفراد مع بعضهم البعض بحيث تذوب الأنا وتتكاتف الأيادي وتتشابك لتشكل خلية واحدة نسيجها ولحمتها عنوانها لا ثاني له وهو النفوس التي تتجلى فيها الإرادة الصلبة التي لا يشوبها الضعف أو الوهن.
تتشابك الأيادي وتواصل الليل بالنهار عملاً دؤوباً لتصل إلى الهدف الذي وضعته ولا تحيد عنه مهما كانت هناك من عقبات كأداء واجهتها أو وضعت هذه العراقيل بيد فاعل أو مغرض أو فاسد.
وإذا بحثنا عن أصحاب النفوس الكبيرة والعظيمة وجدناها تمتلك الشخصية الفذة التي تكون جدية في عملها ودقيقة في مواعيدها، وإذا كلفت بعمل ما أو مهمة نراها تؤديها بكل حرفية ومهنية، ومن هنا نستطيع القول إن أصحاب النفوس المخلصة في عملها هي التي على أكتافها تبنى المجتمعات المنتجة والمتطورة التي تسابق الزمن في إنتاجها في كل المجالات المختلفة.
فهنا يكون التسابق والتنافس للوصول إلى الهدف والمرام، فالحياة لا تكتمل إلا بالمجتهدين المواظبين على عملهم ولو على حساب راحتهم وأجسادهم المتعبة والمنهكة من سهر الليالي.
وعندما يتداول الناس بألسنتهم عن أناس امتلكوا المعرفة وعملوا بجد حتى كسبوا المال نقول لهم ليتكم تكونون من أمثالهم فهم القدوة والمثل الأعلى لإثبات الوجود في عالم لا يعترف إلا بالمجدين العمالقة في الإنجاز والعطاء والبناء ولو على حساب صحتهم التي هي أغلى من كل شيء لكنهم آثروا عملهم المنتج الخلاق كي يكون مجتمعهم متطوراً، وختاماً نقول كم نحتاج لمثل هؤلاء في حياتنا.
جمال شيخ بكري
السابق