الثورة – ميساء الجردي:
بهدف توفير بيئة تواصل فاعلة ومستدامة بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب وتحقيق رؤية وشراكات بحثية وتطبيقية بينهم، انطلقت صباح اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق أعمال المؤتمر الخامس للباحثين السوريين في الوطن والمغترب لعام 2023 الذي تنظمه الهيئة العليا للبحث العلمي بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين والجامعة الافتراضية السورية والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان (مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب.. نحو اقتصاد وطني قائم على المعرفة).
يشارك في المؤتمر الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام باحثون سوريون من الداخل ومغتربون سوريون في الصين وروسيا وإيران وفرنسا وبلغاريا والدانمارك والسويد والنمسا وألمانيا ولبنان ومصر والإمارات العربية المتحدة من خلال أوراق بحثية داعمة لتوطين التكنولوجيا وسياسات حماية الملكية.
خلال الافتتاح أكدت الدكتورة فاديا ديب معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي على أهمية البحث العلمي من خلال مخرجاته التي تسهم في دعم التنمية المستدامة عن طريق استثمارها في القطاعات الإنتاجية والخدمية بما يخدم تحسين الإنتاج وخفض التكلفة ورفع المحتوى المعرفي والقدرة التنافسية للمنتجات الوطنية كرافعة للنهوض لمخرجاته. مشيرة إلى أن تحقيق هذا الهدف بدأ منذ عام ٢٠١٩ ضمن الخطة الوطنية لتمكين البحث العلمي في سورية، وقدمت الدعم للهيئة العليا للبحث العلمي.
في السنوات الماضية تم دعم ٦٠ مشروعا بحثيا تطبيقيا بالتعاون مع وزارات الدولة المختلفة بتمويل ما يقارب المليار ليرة سورية، كما تم دعم صندوق البحث العلمي والتطوير التجريبي في وزارة التعليم العالي.
وبينت أهمية هذا المؤتمر في دورته الخامسة بما يضمه من ١٦ باحثا سوريا من المغترب من ١٢ دولة ضمن ٥ محاور هامة.
من جانبه قدم الدكتور مجد الجمالي المدير العام للهيئة العليا للبحث العلمي عرضا تعريفيا حول الهيئة والفعالية خلال أعوامها الأربعة السابقة وصولا إلى إقامة هذا المؤتمر الذي حمل عنوان ( نحو اقتصاد وطني قائم على المعرفة). لافتا إلى أن عدد المتقدمين للمؤتمر وصل إلى ١٥٦ طلبا، وقد تم قبول ٦٧ طلبا، نصفها هي لحملة الدكتوراه.
وتحدث خلال عرضه الذي حمل عنوان (البحث العلمي وتأسيس رأس المال الفكري الوطني) حول المؤشرات المتعلقة بالبحث العلمي وموقع سورية منها، وكيف أننا نغيب عن الكثير من هذه المؤشرات بسبب الحرب، وبنفس الوقت وجود مؤشرات تدل على موقع سورية في البحث العلمي.
وبين مدير الهيئة الرؤية العامة لهذا المؤتمر في خلق شراكات بحثية وتطبيقية فاعلة بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب، بهدف توفير تواصل فاعل ومستدام بينهم وتعزيز تواصلهم أينما كانوا في بقاع الأرض والاستفادة من خبراتهم.
وقدم مجموعة من المقترحات المتعلقة بإعداد استراتيجية للتعاون والتشبيك مع الباحثيين السوريين وخلق الأدوات لتعزيز التواصل معهم.الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول في جذب الباحثين والخبراء و إحداث هذه البرامج على المستوى المحلي
وأشار إلى أن الهيئة ستقوم بنشر الأوراق البحثية المتميزة في مجلة العلم والابتكار السورية التي أطلقتها مؤخراً وذلك للراغبين، وهي مجلة الكترونية ربع سنوية محكمة متعددة التخصصات ومعتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تختص بنشر أوراق بحثية متميزة ومؤثرة ذات أهمية في مختلف المجالات العلمية (صحة وطاقة وبيئة وتكنولوجيا واقتصاد وعلوم ثقافية واجتماعية) إضافة إلى مقالات الرأي والتحليل العلمي لأبحاث وكتب نشرت حديثاً.
الدكتور عماد مصطفى مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية تحدث عن الدور الداعم والمساند الذي قدمته الوزارة لإنجاح عقد هذا المؤتمر عبر التواصل بالجالية الاغترابية السورية في الخارج وعبر دعوة الباحثين الشبان والمبدعين والمبتكرين السوريين في الخارج بالمشتركة بأقوى ما يمكن من المشاركة رفدا لأهداف المؤتمر من حيث تمكين الاقتصاد القائم على المعرفة.
وتحدث أمين المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور إبراهيم شعيب حول الشراكة المثمرة مع الهيئة والجهات القائمة على المؤتمر من أجل إيصال الرسالة المرجوة إلى السفارات والباحثين السوريين المغتربين. مبينا أن المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا التي تأسست في دمشق منذ عام 1978 بمبادرة من مركز الدراسات والبحوث العلمية تهدف تحقيق التشبيك والتعاون العلمي والتقاني بين الباحثين في الوطن العربي وخاصة في المجالات التطبيقية وذلك من خلال عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية التي يشارك فيها كبار الخبراء والاختصاصيين من سورية ومن دول العالم المختلفة.
يرافق أعمال المؤتمر معرض للملصقات العلمية يتضمن 16 ورقة علمية.
السابق