الثورة- عبير علي:
مزج بين النحاس والفضة والألوان فجعل من أعماله لوحات فنية خاصة ميزته ومنحته بصمة فريدة في الساحة الفنية داخل سورية وخارجها، إنه الفنان التشكيلي المبدع أكرم العلي الذي أكد في حديث لصحيفة الثورة أن لنشأته في بيئة فنية تعشق المشغولات اليدوية الفنية دوراً في ميله للفن متأثراً بحرفة والده في تصميم الديكور والمفروشات، وبوالدته التي كانت تبدع في حرفة التطريز على المفروشات والستائر.
بدأ الرسم منذ الطفولة ولم يتعلم على يد فنان أو معهد حيث كان يشاهد ويحاول التقليد يرسم ويصمم فتطورت موهبته حتى ابتكر بمفرده أسلوباً جديداً في الرسم بأسلاك النحاس والفضة وغيرها من الألوان، أبدع في إدخال تقنيات جديدة للحرف اليدوية عبر إدخال أسلاك النحاس والفضة إلى مجسمات الخشب التي يصنعها إضافة إلى الرسم على الحجر والرخام، وزخرفة الأواني الفخارية وتلبيسها بأسلاك النحاس والفضة بطريقة التطعيم، وكان يقضي ساعات طويلة في عمله الفني يرسم ويطوّع النحاس والفضة ليتلاءما مع وضعية التصميم الموجود في مخيلته بهدف إظهاره بطريقة جميلة ومبتكرة .
وعن طريقة العمل، قال أكرم العلي: أقوم برسم «ستكشات» على ورق عادي وحينما تكتمل وتتضح الرؤية أحاول تنفيذها على الواقع فبعد تجهيز الخشب وعزله بمواد عازلة يتم لصق الأسلاك بمواد لاصقة ويتم تنزيل الألوان بطريقة الصب حيث تكون هناك طبقة من الألوان تساعد في تعبئة الفراغات وتثبيت الأسلاك على الخشب وبعدها تُنظف الأسلاك بطريقة السنفرة، وأخيراً يتم إضافة مادة زجاجية لحماية اللوحة من العوامل الجوية.
ويعتبر العلي أن الرسم بالأسلاك يحتاج الثقة والصبر والهدوء والتحدي ليخرج العمل الفني بالصورة الأفضل، ولابد أن يرافقه الاستغراق بدرجة عميقة وإحساس داخلي يمكن الفنان من تمثيل الحالة النفسية والذهنية للوحة المرسومة، وللشغف بالفن أهميته عنده مع الإرادة والتصميم والممارسة والخبرة الطويلة ليحقق نتائج باهرة ترضي طموحه مع شرط وجود الموهبة للتميز وتوفير الكثير من الوقت والجهد.
يذكر أن أكرم العلي فنان تشكيلي متعدد المواهب وشاعر، درس قسم الدراسات الفلسفية في جامعة دمشق، وأقام العديد من المعارض الفردية والجماعية، وأعماله مقتناة في عدة دول عربية وأوروبية.