إذاً هي العجوز الاوروبية تضرب بعكازها السياسي على الطاولة الدبلوماسية مع العرب و تجمد الاجتماعات بين الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية بحجة رفع التجميد عن المقعد السوري في المنظمة العربية ..فهل هناك بعد غباء سياسي يعادل ماتقوم به الدبلوماسية الأوروبية اذ تخلع كل اقنعتها دفعةواحدة..وتظهر بعنجهيتها الاستعمارية رامية شعارات الديمقراطية والحريات على قارعة الطريق بين بروكسل والجامعة العربية ..
كيف فكر مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل قبل أن يخبر المسؤولين في الجامعة العربية أن الاجتماع المقرر عقده تم الغاؤه فقط لأن الجامعة العربية اتخذت قراراً مستقلا عن التبعية الغربية .. لا يبدو أن المطلوب من بوريل ان يفكر بل هو ينفذ ماتريده واشنطن دون أن تكون له حسابات مستقله عن البيت الابيض حتى لو كان الثمن هو عزل الاتحاد الاوروبي في المنطقة والتصعيد وتجميد علاقاته مع الدول العربية ..هذا هو العمى الاوروبي الذي يدفع بالقارة العجوز الى مزيد من العجز السياسي والدبلوماسي والاقتصادي.
فأميركا تريد معاقبة الجامعة العربية فقط لانها صافحت سورية بل لان العرب لم ينضموا الى حلف العداء مع روسيا والصين في الحرب الأوكرانية بل كانت هناك مصالحة سعودية ايرانية برعاية بكين وبما أن واشنطن تبتسم وبيدها السكين تحاول أن تطعن بوجه اوروبي حفاظا على علاقاتها في المنطقة فهي لاتريد اظهار العداء بل الطعن بواجهة اوروبية.
قرار الاتحاد الاوروبي الغاء الاجتماع يجب أن يكون درسا سياسيا في المنطقة كلها فهذا الاتحاد الذي يسعى للحفاظ على وجوده يحاول سجن المنظمة العربية والسيطرة على قرارها كما تسيطر واشنطن على قراره.
ذاكرة العجوز الاوروبية لا تستحضر الا القرارات الاستعمارية وربما تكون هذه الحادثة السياسية فرصة للعرب لكي يوقضوا اوروبا من عهد استعمارها لربما تتنبه ان واشنطن تحتلها سياسيا ودبلوماسيا وتستغلها عبر الناتو !!