الثورة _ خالد الخالد:
اشتكى سائقو السرافيس العاملة على الخطوط الخارجية والداخلية بمحافظة القنيطرة من وجود أخطاء في حساب المسافات لأجهزة GPS خلال الأسبوع الأول من تركيبها، والسبب أن المعنيين تركوا المسافة مفتوحة أمام السرافيس، واعتبروا أن أرض المحافظة دائرة واحدة، اعتقاداً أن ذلك سيترك أريحية للسرافيس، وبالتالي الحصول على كميات أكثر من المحروقات في حال تم تخديم خطوط لا يوجد عليها وسائل نقل.
السائقون اكدوا أن المعاناة من تأمين المحروقات الكافية بقيت على حالها، واستمرت شكواهم من عدم حصولهم على الكمية التي يستحقونها لقاء قطع مسافة معينة، فعلى سبيل المثال (بعض السرافيس العاملة على خط دمشق خان أرنبة – غدير البستان بريف المحافظة الجنوبي لم تحصل على أي لتر مازوت، وسائق آخر من نفس المنطقة يؤكد أنه قطع مسافة 185 كم ذهاب وإياب إلى دمشق وتم تزويده بكمية 15 لتر فقط، و قبل يومين بكمية 18 لتر ولنفس المسافة).
عضو المكتب التنفيذي للنقل حسن بكر بين أنه تم تركيب الـ GPS لكل وسائل النقل العاملة (السرافيس) العاملة على الخطوط الخارجية وعددها 68 والتي تعمل على الخطوط الداخلية عددها 166والميكروباصات 15 (خطوط خارجية).
يتم تداركها
وأشار رئيس لجنة الهندسة المرورية بالمحافظة المهندس هشام جلاحج وجود أخطاء تقنية يتم تداركها تباعاً مع الجهات المعنية بدمشق، كاشفاً عن أن نقابة عمال النقل البري ارتأت فتح جميع الخطوط والمسارات في المحافظة ضمن ضوابط وشروط بهدف تخديم المواطنين ولكن هذا الأمر خلق إشكالات فنية، مضيفاً: بسبب قرب القنيطرة من دمشق تم ربط جميع السرافيس بها و لا يوجد خطوط خارجية أو داخلية وتم فتح البطاقة حسب المسار ليحصل على مستحقاته من المحروقات بدقة.
وبيّن رئيس النقابة ياسر الجاسم أن دور النقابة انحصر بجمع قوائم بأسماء السائقين وعدد السرافيس والوثائق و تزويد لجنة مركز الانطلاق بالايصالات لقيمة الجهاز، و توزيع المانافيست الاسمي لكل آلية تقوم بنقل الركاب، و تنظيم عملية نقل الركاب بين السائقين لتخديم المواطنين، نافياً أن يكون قد قدم مقترحاً أو تدخل في قضية فتح المسارات للسرافيس.
وبعد أن شكل تطبيق الـ GPS ارتياحاً عند المواطنين والسائقين رغم الأخطاء التقنية والفنية والتي كانت تعالج مع الجهة المشغلة بشكل فوري، فوجئ أصحاب مركبات النقل الجماعي (السرافيس) بقيام المحافظة بتحديد كميات المحروقات المخصصة لهم ( للخطوط الداخلية 17 لتر و الخارجية 20 لتر) من دون سابق إنذار فأحجم السائقون عن العمل وتوقفت خدمة نقل الركاب على الخطوط الداخلية والخارجية لاسيما بعد دفعهم مبالغ كبيرة لتركيب الجهاز ليكون المواطن هو الضحية وتعطله عن عمله ومصالحه بسبب توقف السرافيس عن العمل.
سبب خللاً كبيراً
وكشف مدير فرع المحروقات مرشد سلمان أنه تم تخصيص السرافيس عن يومي الخميس والسبت الماضيين بكمية وقدرها 15 ألف لتر مازوت، و لكن المفاجأة كانت أن كمية الاستهلاك عن يوم الخميس بلغت 9800 لتر، بعد أن كان المخصص اليومي و قبل تطبيق الـ GPS نحو 6400 لتر، حيث كان يوزع للخطوط الداخلية 15 لتراً و الخارجية 30 لتراً عن سفرتين، إضافة إلى وجود 10 سرافيس احتياط للقيام بسفرة ثالثة إلى دمشق إن لزم الأمر ذلك.
وأكد أن استخدام الـ GPS سبب خللاً كبيراً في مخصصات المحروقات كون المسارات مفتوحة ولم يؤخذ ببداية الخط و نهايته، فعلى سبيل المثال أحد السرافيس العاملة على خط خان أرنبة – نبع الصخر حصل على 60 لتراً يوم الخميس، بينما كان استهلاكه اليومي قبل تركيب جهاز التتبع 10 لترات، مضيفاً إن مخصصات السرافيس كان 7,5 طلب بالشهر، وبعد تطبيق الـ GPS تم زيادة الطلب لتصل الكمية إلى 8,5 طلبات أي ما يعادل 204 ألف لتر، لافتاً إلى أنه و بعد تطبيق الـ GPS و تخصيص عدد من السرافيس للعمل على الخطوط الداخلية و الخارجية أسوة بباقي المحافظات و حسب التعليمات المركزية تبين أن استهلاك السرافيس وصل إلى 5800 لتر يوم الاثنين، منوهاً بأن بعض السائقين اعترضوا على العمل على الخطوط الداخلية و أبدوا رغبتهم بالعمل على الخطوط الخارجية، و هذا الطلب لاقى قبولاً لدى المحافظة.
اتهامات
وبسبب اللغط الكبير والجدال وتوقف السرافيس عن العمل ولتفعيل خدمة Gps دخل محافظ القنيطرة المهندس معتز أبو النصر جمران على خط الأزمة وعقد اجتماعاً موسعاً مع الجهات المعنية بقطاع النقل لمناقشة تفعيل Gps بما يخدم الموطنين و السائقين والحفاظ على المال العام من الهدر، حيث حمّل المحافظ كل الجهات المعنية بقطاع النقل كامل المسؤولية عن الخلل وطلب المحافظ جمران من ممثل النقابة بيان دور النقابة في موضوع تطبيق الـ GPS ليفاجأ المحافظ برد ممثل النقابة بعدم معرفته بالمشكلة والخلل والخطأ وعدم علمه بهدر المحروقات وظهر بأنه بعيد كل البعد عن عمله، إضافة إلى عدم الاتفاق والتنسيق بين النقابة ولجنة مركز الانطلاق، الأمرالذي أدى إلى وقوع المحافظة والسائقين بمطبات ومشاكل عديدة.
كما حمّل جمران مدير فرع المحروقات المسؤولية عن التوزيع وعدم المتابعة والتواصل مع المحافظة والوزارة وشركة تكامل ، مطالباً بالبيانات والجداول اللازمة من تاريخ تفعيل الـ Gps حتى تاريخه مع ( المانفست لكل سرفيس للمطابقة ) ولمعرفة الكمية التي استهلكت والمسافات التي قطعت.
واتهم محافظ القنيطرة الهندسة المرورية بغيابها عن الرقابة البشرية والإلكترونية والتأخير في إحداث نقطة المرافقة ، متسائلاً عن التأخر بالحلول مشدداً على اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المقصرين ووجه لكل الجهات المعنية بتجاوز الخلل و الإسراع بإيجاد الحلول المناسبة خلال يومين.