عبد الرحيم أحمد:
خلال خمسة أيام فقط ضبطت شركة محروقات بالتعاون مع مديرية التقانة ونظم المعلومات بحسب ما أعلنت وزارة النفط، 10 سرافيس تقوم بالتلاعب بمنظومة نظام التتبع جي بي إس لتأخذ مخصصات 61 سرفيساً على خطوط متنوعة في دمشق.
لاحظوا الرقم المهول الذي يتم سرقة وقوده، وكذلك الرقم المهول لسرافيس تقف بجوار منازل أصحابها وهي تحصل على وقود النقل لبيعه بالسعر الحر وحرمان المواطنين من فرصة الحصول على وسيلة نقل تقلهم إلى العمل أو المنزل!
في الآونة الأخيرة تناقل أصحاب السرافيس أخباراً عن توقف نظام التتبع عن العمل وحرمان سرافيس الكثير من الخطوط من حصتهم من المازوت دون أن يخرج أي مسؤول ليوضح سبب ذلك، وهل هذا الكلام دقيق أم أنه محاولة من أصحاب السرافيس لتشويه سمعة عمل المنظومة وبالتالي التشكيك في جدواها وصلاحيتها وتبرير تجاوزهم وسرقة المازوت؟
فقد أعلنت وزارة النفط أمس ضبط 4 سرافيس بداخلها 25جهاز GPS لآليات أخرى تعمل على خطوط دوار شمالي، جرمانا- باب توما، والغزلانية -كراج الست فيما تم ضبط السرفيس الرابع على خط مساكن برزة شارع الثورة وبداخله حقيبة تحوي 14 جهازاً لسرافيس أخرى.
وقبل يوم أعلنت الوزارة كشف 5 سرافيس (نقل عام) 3 منها تعمل على خط مزة جبل البرامكة وجد بداخلها عشرة أجهزة GPS وسرفيس على خط دمشق جرمانا بداخله 8 أجهزة GPS وسرفيس على خط الكسوة دمشق بداخله 3 أجهزة GPS.
وقبل ذلك بيومين أعلنت الوزارة ضبط سرفيس (نقل عام) في منطقة سعسع بريف دمشق يقوم بالتلاعب بمنظومة نظام التتبع GPS من خلال تركيب 15 جهاز تعود لآليات أخرى. كما تم ضبط 45 بطاقة ذكية مجمعة داخل السرفيس بقصد الحصول على مخصصاتهم من مادة المازوت والاتجار بها.
لكن السؤال منذ متى تقوم هذه السرافيس بعملية السرقة هذه حتى تم كشفها؟ وكم من السرافيس غيرها تقوم بنفس العملية ولم يتم كشفها بعد؟ وهل هناك تعاون من بعض المسؤولين عن مراقبة منظومة التتبع وبعض أصحاب السرافيس لغايات ومنافع خاصة؟ إذ لا يعقل أن تنتشر هذه الظاهرة بهذه الوقاحة والكثرة وعلى مختلف الخطوط لو أنه يتم كشفها في نفس اليوم الذي تتم فيه.
لاشك أن التقنية قادرة على رصد هذه الظاهرة الوقحة في لحظتها إذا ما تم توظيفها بالشكل المطلوب، إذ لا يعقل أن يسير خمسة سرافيس أو حتى 3 في مكان واحد وعلى خط واحد ويتوقفون في نفس اللحظة ونفس المكان، فكيف بـ 14 سرفيس ( 14 جهازاً)؟!
وعلى المسؤولين على نظام التتبع ليس فقط اكتشاف المشكلة بعد أيام، وإنما في نفس اليوم وعلى الجهات المعنية محاسبة المتورطين في العملية بقسوة لأن هذه الممارسات ليست مجرد سرقة وسطو على المال العام، بل هي أيضاً جريمة بحق المواطنين عبر حرمانهم من وسيلة نقل عامة تقلهم إلى أعمالهم ومنازلهم.
لقد كانت بداية تطبيق نظام التتبع ناجحة في حل مشكلة النقل في دمشق بشهادة معظم المواطنين الذين لمسوا تراجع أزمة النقل لمستوياتها الدنيا، لذلك لابد من التعامل بحزم مع ظاهرة الاحتيال على النظام بأي طريقة كانت خصوصاً أن أزمة النقل عادت لتطل من جديد وعلى أكثر من خط والمتهم بحسب أصحاب السرافيس للأسف هو جهاز التتبع والمنظومة. فهل من مستمع ومجيب؟
التالي